في الوقت الذي أظهرت بيانات الهيئة العامة للاستثمار المصرية، وجود 3744 شركة سعودية في مصر، باستثمارات 6.117 مليار دولار، بدأت شركات سعودية مدرجة في سوق الأسهم أمس بالإفصاح عن تأثرها بتعويم الجنيه المصري، ووضع التدابير اللازمة لامتصاص آثار التعويم وانخفاض قيمة الجنيه. وفي أول إعلان رسمي، أكدت «مجموعة صافولا» عن تأثر عملياتها في مصر والتي تديرها عبر شركتها الفرعية شركة صافولا للأغذية والمملوكة بالكامل لها بشكل سلبي نتيجة لتعويم سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية. وقالت الشركة في بيان لها على «تداول» انه نتيجة لتعويم سعر صرف الجنيه المصري رسميا، فإنها تتوقع أن يؤثر ذلك سلبا على صافي الربح الموحد للمجموعة بحوالي 171 مليون ريال والذي سينعكس على نتائج الشركة للربع الرابع من العام 2016. وبينت أنه تم احتساب ذلك في ضوء نطاق السعر المعلن رسميا من قبل الحكومة عند إعلان التعويم، مشيرة على أنها سبق وأن اتخذت عددا من التدابير التحوطية اللازمة -خلال العام- والتي ساهمت بشكل ملحوظ في امتصاص الآثار السالبة الناتجة عن انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، مما ساهم بشكل كبير في تقليل الخسائر التي كان يمكن أن تتعرض لها المجموعة. وتشمل عمليات قطاع صافولا للأغذية في مصر نشاط زيوت الطعام والسمن النباتي والذي يدار عبر شركة عافية العالمية (مصر) ونشاط السكر والذي يدار عبر الشركة المصرية المتحدة للسكر وشركة الإسكندرية للسكر ونشاط المكرونة والذي يدار عبر شركتي الملكة والفراشة (مصر). وأكدت أنها ستتخذ كافة التدابير اللازمة لتقليل الأثر على عملياتها في المستقبل، كما ستواصل مراقبتها للأوضاع عن كثب لأي تطورات تحدث في هذا الجانب. وتوقع محللون ماليون ان تفصح الشركات المدرجة في السوق المالية المتأثرة بتعويم الجنيه خلال الأيام المقبلة عن مدى تأثرها من التعويم بحسب ضوابط السوق المالية، مؤكدين وجود 18 شركة سعودية مدرجة في السوق المالية سيشملها الافصاح وابرز هذه الشركات (لازوردي، العثيم، فتيحي، الحكير، مجموعة الحكير، الخليج للتدريب، صافولا، المراعي، حلواني، تكوين، أسترا، الدوائية، الكيميائية، صدق، اميانتيت، الزامل، البابطين، الطيار). من جهة أخرى اعتبر مستثمرون، قرار البنك المركزي المصري بتعويم الجنيه، إيجابيا لأصحاب الأصول والمشاريع الاستثمارية في مصر، مشيرين إلى أن التعويم عامل جذب رئيس للاستثمارات الأجنبية وسيسهم في رفع نسبة الصادرات، بيد أنهم أكدوا أنه يُفضل الانتظار لحين اتضاح الرؤية بالنسبة لآثار قرار التعويم على السوق. وأكد زياد البسام عضو مجلس الأعمال السعودي المصري في مجلس الغرف السعودية، أن هناك توجها للاستفادة من الفرص المتاحة وسعيا مشتركا لتطوير التبادلات التجارية وتوسيع الاستثمارات. وأضاف، إن هناك ضخا لمزيد من الاستثمارات في السوق المصرية، لكنها بحاجة إلى مزيد من الانتظار، لمعرفة ما ستجري عليه السوق في الفترة المقبلة بعد قرار تعويم الجنيه المصري. بدوره، قال حمزة عون، عضو مجلس الأعمال السعودي المصري في مجلس الغرف السعودية، إن الاستثمارات قد تتأثر بالتعويم للجنيه المصري، إلا أن رجال الأعمال عليهم انتظار الحلول التي ستضعها الحكومة المصرية خاصة صغار المستثمرين الراغبين في الدخول في استثمارات جديدة، ومنها شراء الأصول وإن كانت العروض بأسعار مغرية.