بعد الأحداث التي تشهدها الشقيقة مصر أصبحت الاستثمارات السعودية في خطر وكان على المسئولين بمملكتنا الحبيبة أن يديروا هذه المعركة الاستثمارية بحنكة وروية وأسلوب أقرب للسياسة منه للاقتصاد، وذلك لصعوبة الوضع الاقتصادي والاستثماري على أرض الكنانة، وما تموج به من أعمال عنف وفوضى في كثير من الأحيان قد تؤثر بطبيعة الحال على أي مشروعات استثمارية بشكل عام، فكان على المفاوضين السعوديين أن يكون لديهم سعة صدر واستقراء للأحداث المصرية، وهناك نقاط يجب أن توضع في الحسبان عندما نتعرض لموضوع الاستثمارات السعودية في مصر : -هناك نحو 14 شركة سعودية مدرجة في سوق الأسهم السعودية لديها استثمارات مباشرة وغير مباشرة في مصر، وموزعة على مختلف القطاعات، ويبلغ عدد الشركات المستثمر بها في مصر نحو 35 شركة. - تأثرت أرباح الشركات السعودية المقيدة في البورصة السعودية والتي لها استثمارات في مصر بشكل كبير، وذلك لأن نسبة كبيرة من أرباح بعضها تأتي من استثماراتها في مصر، وسوف يزيد من هذا الأثر تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الريال ، حيث قارب الريال حوالي 2 جنيه مصري. -صادرات المملكة لمصر تمثل حوالي 2% من إجمالي الصادرات السعودية، وواردات المملكة من مصر تمثل حوالي 1,2% من إجمالي واردات المملكة. -وفقاً للبيانات المصرية بلغ صافى الاستثمارات السعودية في مصر من العام 2007/2006م حتى الربع الأول للعام 2013/2012م حوالي 1888.9 مليون دولار -وفقاً للبيانات السعودية بلغ صافى الاستثمارات المصرية في السعودية حوالي 1,2 مليار دولار، وبلغت الاستثمارات السعودية في مصر أكثر من 10 مليارات دولار. -صدور أحكام قضائية ببطلان عقود أبرمها مستثمرون سعوديون مع الحكومات السابقة في إطار برنامج التخصيص المصري ( شركة أنوال السعودية في صفقة عمر أفندى مثالاً ). -وجود نزاعات بين أصحاب الاستثمارات السعودية والحكومة المصرية حول أسعار أراضٍ حصلت عليها هذه الاستثمارات فى سنوات سابقة. و الشركات العاملة بمصر (وفقاً لتقارير صادرة من جهات اقتصادية وطنية) هي : شركة فتيحي ، مجموعة صافولا ، شركة الحكير ،الشركة الكيميائية السعودية ، شركة حلواني إخوان ،شركة الخليج للتدريب، شركة المراعي، شركة المملكة، شركة الزامل، شركة إميانتيت، شركة الطيار، شركة الدوائية، شركة البابطين. وكان هناك تصريح أخير لأحد المسئولين السعوديين المختصين بملف الاستثمارات السعودية بمصر يقول : "أن وزير الاستثمار المصري أبلغ المستثمرين السعوديين ، بأن مصر لن تطلب منهم الدخول في أي مشاريع استثمارية جديدة حتى تحل تلك المشاريع المتعثرة في الوقت الحالي." ولكن بعد أحداث 30 يونيو2013 م وما حدث من تغير للوجوه المسئولة بمصر هل النتائج الجيدة التي تحققت خلال الفترة الماضية سيسري مفعولها خلال الفترة المقبلة هذا سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة؟!.....