لم تتخيل إدارة فيسبوك أن عبارة بسيطة في بيانها الأخير ستتسبب في انخفاض قيمة أسهم الشبكة الاجتماعية الأولى عالميا 8% بشكل فوري يوم الخميس الماضي، حينما عبرت عن مخاوفها تلك، بكلمتين، هما تباطؤ «فعلي» والسعي لاستثمارات «قوية» بسبب تراجع في عائدات الإعلانات. انخفاض الأسهم ساهم في خسارة مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي مارك زوكربرغ لنحو 2.5 مليار دولار، وفقا لموقع «فوربس». وحذرت إدارة فيسبوك في بيانها من إمكانية حدوث تباطؤ «بالفعل» في دخل الإعلانات مستقبلا، مؤكدة في نفس الوقت استعدادها للقيام باستثمارات «قوية»، وهي العبارات التي لم ترق للمستثمرين ما دفع أعدادا كبيرة منهم لبيع أسهمهم. ورغم هذا التباطؤ إلا أن فيسبوك استطاع مخالفة التوقعات، ليسجل ارتفاعا في دخل الربع الثالث بنسبة 56%، بإجمالي 7.01 مليار دولار، بعد أن كانت 4.5 مليار دولار في نفس الفترة العام الماضي. وانخفضت أسهم شركة «فيسبوك» بأكثر من 8 في المائة، متأثرة بتوقعات تراجع نمو العائدات، رغم أن «المارد الأزرق» رفع دخله الصافي، بواقع ثلاث مرت، في الربع الثالث من العام الحالي. وقال مدير القسم المالي في فيسبوك، دافيد وينر، إن نمو العائدات الإعلانية، قد يتراجع، في منتصف سنة 2017، بحسب ما نقلت «فاينانشال تايمز». ورغم توقعات تراجع النمو، أبدت الشركة عزمها على توظيف المزيد من المهندسين وتوسيع مراكز البيانات، في الفترة القادمة. وأوضح وينر أن عائدات الشركة تنمو بوتيرة أسرع من النفقات، و«لذلك لا تزال ثمة أرباح»، رغم ما يجري إنفاقه على الاستثمارات. في شأن آخر، قال مسؤول كبير في شركة فيسبوك، إن الشركة ستسمح بعرض محتويات على منصتها كانت تعدها في السابق انتهاكا لمعاييرها وتحذفها من الموقع، وذلك عقب الجدل بشأن إزالة صورة فتاة النابالم الشهيرة. وقع الخلاف بشأن الصورة المرتبطة بحرب فيتنام في سبتمبر بين الشركة ورئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبرج، بعدما حذفت فيسبوك صورة الفتاة التي كانت تفر عارية من هجوم بالنابالم. وأطلق على الصورة اسم «إرهاب الحرب». وقال باتريك ووكر، مدير الشراكات الإعلامية لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة فيسبوك: «أجرينا بعض التغييرات في سياسة العمل بعد صورة إرهاب الحرب. أجرينا تحسينات على عملية التصعيد لضمان حذف القصص والصور المثيرة للجدل بوتيرة أسرع». وكان ووكر يتحدث في اجتماع مع رابطة الصحفيين النرويجيين في أوسلو بناء على دعوة من الرابطة ووزير الثقافة النرويجي عقب الخلاف. وقال مسؤول فيسبوك: «في الأسابيع المقبلة سنبدأ في السماح بعرض المزيد من المحتويات التي يراها الناس جديرة بالنشر ومهمة للقراء حتى إن انتهكت معاييرنا». وتابع قائلا: «سنعمل مع زملائنا وشركائنا لمعرفة كيف نقوم بذلك بالضبط. ننوي السماح بنشر المزيد من الصور والقصص دون تشكيل خطورة أو عرض صور غير مناسبة للقصر وغيرهم ممن لا يرغبون في رؤيتها». وأعادت فيسبوك نشر الصورة الحائزة على جائزة بوليتزر بعد انتقادات شديدة من رئيسة وزراء النرويج وغيرها.