أناميكا من الهند، شاعرة، وروائية، وكاتبة قصص ومقالات. أصدرت ستَّ مجموعاتٍ شعرية وأربع روايات. حصلتْ على عدة جوائز وطنية، وتعمل حاليًا أستاذًا للأدب الإنجليزيِّ في جامعة دلهي. ومن اهتماماتها البحثية في الأدب، الدراسات المقارنة عن المرأة في الشعر البريطاني والهندي المعاصر. يصف أحد النقاد شعر أناميكا بأنه مزيج متطور، يجمع بين الوعي السياسي والتأمل الذاتي، وبحث مستمر عن معاني الأنوثة من الناحية الاجتماعية، واعترافات ساخرة للكثير من المواقف والعلاقات الإنسانية، ويصفه بالقول إنه من النادر أن يكون في إيقاعها الشعري رتابة. فالقصيدة في كثير من الأحيان تتجه في اتجاه واحد، ولكنه اتجاه غير متوقع. ففي قصيدتي «الخداع» و«الهاتف المحمول» مثلاً، تستكشف بروح من الدعابة تلك الحياة الداخلية الموازية في سلوك أبناء الطبقة الوسطى: خداع بعض الأكاذيب بيضاء ناصعة مثل حملان بيضاء للتو ولدت ناعمة ودافئة، غضة وصغيرة وبعضها بتلات صفراء شاحبة تُؤخذ كباقات زهور إلى المستشفى لتنتزع ابتسامة مريضٍ عاجز. عندما يلحُّ طفل للعبة تشبه القمر ترَّبت أمه عليه قائلة: «حسنًا، في الغد، نم الآن». أليس هذا خداعًا؟ هذه الحياة، مثل ايماءة لطيفة من طفل نعسان يتظاهر بالنوم. في هذا الوقت، وفي هذا الجزء من العالم، حيث أعيش لدينا طبق خاص يسمى «الخداع» مصنوعة من دقيق الحمص ولكن يبدو وكأنه طبق سمك لأولئك الذين لا يستطيعون شراء الأسماك يطبخ لهم هذا «الخداع»! إنهم يحكون عن رجل لا يقدر على شراء السمك جلس على ضفة النهر يحمل طبق أرز يشير إلى الأسماك وهي تقفز ويملأ فمه، قائلًا في نفسه: هذه الأسماك وهذا الرز ومنذ ذلك الحين وهو يفعل هذا يطبخ لنفسه طبق «الخداع»! حتى أولئك الذين يتضورون جوعًا يستطيعون صنع «الخداع». الهاتف المحمول لا شيء يقيدني، لا شيء يحدّني إن جدار حدودي قبضة يدٍ أستطيع الذهاب بعيدًا ولكن في جيب ذاك الرجل يمكنني الوصول لأي شخص ولكن دائما بأمرٍ من أصابعه. حتى عندما يكون نائمًا يدسني تحت وسادته ولليلة كاملة أحفظ رسائله بهدوء القادمة من جميع أنحاء العالم. وستوهج تلك الرسائل الصامتة في شاشتي المظلمة وهجًا مثل عيون القطط. إن في ذكرياتي الليلية: وصفات لأمراض عديدة ودعاوى ومشاحنات وقبلات غير مكتملة وبضع مكالمات مكتومة وتنهدات خافتة ترتجف مع كل وميض في داخلي. في داخلي رفرفة أجنحة حمام جرحى ينتزع منهم الريش، ريشة تلو أخرى. لا يعنيني أن يكون هذا العالم متطورًا طالما أن مشاعر الحب والكراهية طبع متأصل أنا مثل شوارع بغداد القديمة قبل التفجيرات الأمريكية ومثل تألق أسواقها القديمة التي باتت كأطلال أثرية تنتشر في قلب العاصمة.