سيطرت الفصائل على عدد من المباني في حي حلب الجديدة غربي مدينة حلب، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات وميليشيات الأسد وواصلت تقدمها غربي المدينة، وبذلك تكون قد دخلت واحدا من أكبر الأحياء التي يسيطر عليها النظام بحلب. وبدأت الفصائل عملية اقتحام مشروع «الثلاثة آلاف شقة سكنية» واستهدفت غرفة عمليات «فتح حلب» بصواريخ «غراد» أكاديمية الأسد العسكرية في الأحياء الغربية، التي تسيطر عليها قوات النظام. والأكاديمية تعد أكبر تجمع عسكري لقوات النظام والميليشيات الداعمة له في الجزء الذي تسيطر عليه قوات الأسد. كما قصفت المعارضة حي «جمعية الزهراء» في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب. وتواصلت المعارك العنيفة عند اطراف الاحياء الغربية في اليوم الثالث للهجوم. وتسببت الاشتباكات في نزوح عشرات العائلات. فيما أعلنت مواقع إيرانية مصرع العميد محمد علي محمد حسيني، قائد كتيبة الكوماندوز في القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري، التي تقاتل إلى جانب قوات نظام الأسد في سوريا، في الأثناء قتل 38 مدنيا بينهم 14 طفلا، خلال 48 ساعة جراء قصف الفصائل المعارضة لاحياء حلب الغربية، التي تشهد اطرافها اشتباكات عنيفة متواصلة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس. في حين زعمت وزارة الدفاع الروسية الأحد بأن مقاتلاتها والمقاتلات التابعة للنظام لم تحلّق فوق حلب لمدة 13 يومًا. وأصدر قائد الحرس الثوري الإيراني بمدينة كازرون بمحافظة فارس، وسط إيران، بياناً نعى فيه العميد حسيني، من دون أن يشير إلى مكان وتاريخ مقتله، بحسب موقع «تنوير» الإيراني. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن العميد حسيني قائد كتيبة «سجاد» للكوماندوز بالحرس الثوري، لعب دوراً رئيساً في معارك بلدتي نبل والزهراء بمحافظة حلب شمال سوريا. ومن سوابق حسيني مشاركته في عمليات للحرس الثوري ضد المجموعات الكردية المعارضة شمال غربي إيران، كما أنه كان أيضاً من المشاركين في الحرب العراقية -الإيرانية. ويأتي خبر مقتل هذا القيادي العسكري الإيراني، عقب الإعلان عن مقتل الجنرال بالحرس الثوري الإيراني، اللواء غلام رضا سمايي، أثناء مواجهات إلى جانب قوات بشار الأسد ضد المعارضة السورية في حلب، الأربعاء الماضي. وخسرت إيران عشرات الجنرالات والضباط وعناصر كثيرة من قواتها النخبة خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لإطباق الحصار على أحياء مدينة حلب وإخراج فصائل المعارضة منها. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد قتلى الجيش الإيراني، الذين تم إرسالهم ضمن وحدات قوات خاصة تعرف ب«القبعات الخضراء» إلى سوريا في أبريل الماضي، بلغ 7 ضباط، بينما ارتفع عدد قتلى الحرس الثوري إلى أكثر من 450 ضابطا وجنديا، منذ تجدد معارك حلب وريفها في شهر سبتمبر من العام الماضي. من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة إن «صفحات من المجد تسطرها حلب» وذلك في إشارة إلى المعركة، التي أطلقها الثوار لفك الحصار عن الأحياء الشرقية، وإنهاء احتلال نظام الأسد للأحياء الغربية. وأضاف العبدة إن «رجال حلب الأشاوس يخوضون ملحمة كبرى لأجل التحرير وفك الحصار، في وجه شذاذ الآفاق وأعداء الحضارة. أحرار العالم معكم». ويتحضر «الجيش السوري الحر» لبدء المرحلة الثانية من معركة «ملحمة حلب الكبرى»، وكانت قد سجلت تقدّماً سريعاً على حساب قوات النظام والميليشيات الطائفية بدعم من الطيران الروسي. وكان الجيش الحر قد تمكن من السيطرة على ضاحية «الأسد»، وبات على مشارف الأكاديمية العسكرية، التي تعتبر أكبر وأقوى حصون النظام في المنطقة، كما تمت السيطرة على نقاط عدّة أهمها «معمل الكرتون ومناشر منيان وضاحية الأسد وعشرين كتلة من مباني 1070 شقة». وأعلن «جيش الفتح» عن أسر مجموعة تضم 10 عناصر من ميليشيا «النجباء» التابعة للحشد الشعبي العراقي خلال المعارك الدائرة داخل ضاحية الأسد غرب مدينة حلب، وقتل العشرات خلال الاشتباكات على جبهات المدينة وريفها، كما دعا الثوار المدنيين في مناطق سيطرة النظام للابتعاد عن مواقعه ومراكزه العسكرية حرصاً على سلامتهم. وذكر ناشطون أن الثوار بدأوا تحصين مواقعهم في المناطق، التي تمكنوا من السيطرة عليها، مع استمرار العمليات العسكرية ضد النظام وقواته في محور مشروع 3000 شقة.