أعلنت فصائل المعارضة السورية، أمس، بدء اليوم الثاني من معركة حلب الكبرى من أجل فك الحصار عن المدينة وتحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام في القسم الغربي منها، وتمكنوا من السيطرة على عدة نقاط من المحور الغربي للمدينة الذي يشهد منذ يوم الجمعة معارك عنيفة جداً. وقالت شبكة شام الإخبارية إن الثوار تمكنوا خلال وقت قصير من السيطرة على محطة وقود وقرية «منيان» وعلى المبنى الأصفر في المنطقة، وذلك عقب تفجير عربة مفخخة مسيرة عن بعد أدت لسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الأسد. وتأتي أهمية قرية «منيان» كونها تشرف على حي حلب الجديدة أحد أكبر وأهم الأحياء الغربية من حلب، كما تشرف القرية على الأكاديمية العسكرية أحد أبرز قلاع قوات الأسد في المنطقة، التي بتحريرها يكون الثوار قطعوا شوطا كبيرا في طريق فك الحصار، علما أنهم سيطروا نارياً على باب الكلية الشمالي. وصباح أمس شن الثوار هجوماً على حي جمعية الزهراء ومدفعية الزهراء التي تعتبر أحد أهم قلاع الأسد الحصينة في الأحياء الغربية من حلب، ويحيط بها عدة نقاط متقدمة لتأمين الحماية لها وهي مدينة الملاهي «الفاميلي هاوس» إلى الجنوب من المدفعية، ونقطة مزارع الأوبري غربي المدفعية، وبيوت مهنا شمالي المدفعية، وتمكن الثوار خلال الساعات الأولى من المعركة من السيطرة على جميع هذه النقاط وكسر الخطوط الدفاعية الأولى بعد تفجير عربة مفخخة، كما تم استهداف المنطقة بعشرات صواريخ الفيل وراجمات الصواريخ، وتقدم الثوار إلى داخل الحي وسيطروا على عدة كتل ذات أهمية كبيرة. كما شن الثوار هجوما ثانيا على مشروع 3000 شقة بدأوه بتفجير سيارة مفخخة وعشرات القذائف والصواريخ ما مكنهم أيضا من التقدم في عدة نقاط وكسر الدفاعات، ودمروا منصة إطلاق صواريخ كورنيت في الأكاديمية العسكرية وقتلوا من كان حولها، والهجوم الثالث كان على محور منطقة منيان غرب حلب، بينما شنت طائرات روسيا والأسد غارات جوية استهدفت أحياء صلاح الدين وضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة وحي الراشدين وعدة مدن وبلدات في الريف الحلبي. وقال أبو مصطفى، أحد القياديين العسكريين في صفوف جيش الفتح، أثناء وجوده في ضاحية الأسد «المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية (في ضاحية الأسد) وحي الحمدانية». ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غرباً وحي العامرية شرقاً الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقا جديداً يمر من الحمدانية وصولاً إلى ريف حلب الغربي. وأكد أبو مصطفى «خلال أيام معدودة، سيتم فتح الطريق أمام إخواننا المحاصرين».