قدم ضمن عروض مهرجان الدمام المسرحي 11 -دورة الفنان الراحل بكر الشدي- أمس الأول السبت، العرض المسرحي «ثلاثة اثنان» لفرقة آي قود في جازان، ومسرحية «المهرج» لجمعية الثقافة والفنون في الرياض. وتسبب وجود عدد من الأطفال بعمر سنة وأصغر خلال العروض لتشتيت تركيز الجمهور والممثلين بسبب عدم حرص أهاليهم على إمساكهم خلال وقت العروض، وهو ما دعا الفنانة آمنة أبوخمسين للمطالبة في الندوة التطبيقية بمنع دخول الأطفال للعروض. العرضان اللذان قدما ليلة أمس الأول (السبت) لم يرتقيا للمستوى المأمول من حيث الرؤية الإخراجية والأداء التمثيلي. ثلاثة اثنان انتقد الدكتور عزالدين عباسي في الندوة التطبيقية المخصصة لعرض (ثلاثة اثنان) النهاية المغلقة للعرض متمنيا لو تركت بشكل يعطي فسحة للأمل للمشاهد وعدم الحد من تفكيره، مشيرا إلى أن فكرة العمل والإخراج كانت جيدة والنص أيضا كان قويا إلى حد كبير، مضيفاً: «في البداية وجدت أن المخرج حصر اللعب والممثلين في مربع وطاولة وكرسيين وهذا قد يكون سببا في إضعاف العمل، كما أن غياب اللفظ الصحيح ساهم في غياب المعنى». وفي مداخلات الجمهور، علق عادل جاد على أن بُنية العمل قائمة على الفكرة المباشرة وحصر العرض بين خيارين الوطن والاحتلال، وانه شخصيا ضد الرسالة المباشرة في الفن. فيما علقت الدكتورة ملحة عبدالله بأنها كانت تتمنى من المخرج أن يكون أكثر جنونا في طرحه، فالمسرح جنون لا حدود لفضاء اللعب فيه، وهي دعوة لجميع المسرحيين والمخرجين والممثلين للعب في مسرح بلا حدود. سجينا صدق كما قدمت ندوة تطبيقية لعرض «سجينا صدق» المقدمة مساء الجمعة الماضية من تأليف عزيز بحيص وإخراج أيمن آل مطهر لنادي مسرح جامعة جازان، وصف فيها الدكتور عزالدين العباسي العرض بالجميل والممتع بحركة المجاميع الجميلة، متمنيا لو تم استخدامهم بشكل أكثر في العرض، مضيفاً: «من الأشياء المميزة في العرض تفاعل الجمهور معه وتعدد الأوجه له، رغم أن الموسيقى في بعض المشاهد كانت غير موفقة، كما أن الديكور كان في غير مكانه، باعتبار أن السجن في المسرحية كان أنظف من المستشفيات». وفي مداخلات الحضور علقت المخرجة آمنة بوخمسين بأن الجو العام للمسرحية كان حزينا ولكن السرد كان في قمة الروعة والجمال، رغم أن كاتب النص يعتبر جديدا في مجال الكتابة، وهو ما يجعلنا نقدم له التحية، فيما جاء في المداخلات ايضا انتقاد الرسالة المباشرة للعرض، وناب عن مخرج العمل الممثل سالم باحميش، قائلا: حاولنا أن ندمج بين الرمزية والرسالة المباشرة لتخاطب كل أطياف الجمهور وثقافاتهم، أما بقية الانتقادات فسنحاول أن نتخطاها في المرات القادمة. المهرج لم يكن عرض «المهرج» للجنة الفنون المسرحية بالرياض مقنعا الى درجة كبيرة، خاصة أن بعض الجمهور لم يتحمل الرتابة والهزالة التي بدت على العرض من خلال الأداء الضعيف والنص الضعيف، بالإضافة إلى حضور الممثلين على خشبة المسرح رغم محاولتهم إضحاك الجمهور ببعض الإسقاطات مثل «ساعة عمل» و«البدلات» وهي ما يتحدث عنه المجتمع السعودي خلال الفترة الحالية. ويدور محور العرض حول مهرج كبير في السن اعتاد العمل منذ سنوات في ملهى ليلي، يقوم بتكرار روايته عن حياته وتجاربه وما مر به في الحياة على رواد الملهى مقابل مبلغ زهيد من المال إلا أنه يبدو لم يعد يتحمل نفسيا وجسديا وأخلاقيا للاستمرار ومع الحديث والنقاش مع رواد الملهى ومدير الملهى يصاب بأوجاع في النهاية تراكمت تلك الأوجاع فأنهت حياته ساقطا على مسرح الملهى دون حراك رغم محاولات عامل الملهى بإحضار الدواء وإسعافه وضحكات رواد الملهى وخبث مدير الملهى الذي لا يعني له المهرج شيئا. العرض وبالعنوان فكرة مكررة كثيرا على المسرح، خاصة المسرح العربي، كما ان النص ضعيف وهزيل للغاية، ورغم قلة الممثلين إلا أنهم تائهون حتى في الإمساك بالحوار، وكأن الممثلين مصابون بحالة ملل مما تسبب في انتقالها للجمهور. ت##وقيع كتاب ويوقع المخرج البحريني القدير عبدالله السعداوي اليوم الإثنين كتابه «المسرح قلب الإنسانية المشترك» وهو عبارة عن مجموعة مواضيع متداخلة بعضها ببعض، وجميع ما ذكر فيه عن الحالة المسرحية المعاصرة التي جرت وتجري في الوطن الخليجي والعربي بل وفي العالم، ومتضمنا بعض التحليلات المسرحية، فيما أفاد السعداوي بأنه قد يكون مرجعاً للمخرجين في معرفة طرق الإخراج للمسرحيين العالميين.