̧ ̧ الحيرة في القرار سلاح ذو حدين، لكنه يبقى كارثيا، إذا ترك يسير حسب الظروف، حينها قد يدخل في قناة التسرع الذي يجلب الندم، أو التأخير الذي لا ينفع بعده تغيير أو تعديل، فقد يصدر في وقت يقال عنه (بعد خراب مالطا). ̧ ̧ وموقف الاتفاق من المدرب التونسي جميل القاسم يدخل في نطاق الحيرة، فلا ثقة مطلقة تغلق الطرح المتداول بين عشاق الفارس في الاستغناء عنه سواء في حالتي الفوز والخسارة معا، ولا قرار أو تلميح ببقائه أو رحيله، ليبقى الأمر معلقا للظروف التي تحيط بالفريق ونتائجه ومستوياته. ̧ ̧ وبعد ثلاثية الوحدة في شباك الاتفاق اتسعت رقعة التباينات في ملف القاسم، فهناك من يصر على ضعفه الفني والتكتيكي وعدم إجادته اللعب بالتشكيل المناسب وتوظيف اللاعبين داخل الملعب، وهناك من يخالف هذا الرأي بالذهاب بعيدا (هل المطلوب من المدرب تسجيل الأهداف) في إشارة واضحة لكمية الفرص التي أهدرها لاعبو الاتفاق في مواجهة الوحدة..!! ̧ ̧ وبعيدا عن هذا السجال، وبالعودة لإعلان إدارة الاتفاق التجديد مع القاسم عقب الصعود من الأولى والعودة ل (جميل) كانت هناك أصوات اتفاقية كثيرة معارضة لهذا القرار، والبعض منهم ربما تفاجأ من إقراره وصدوره، ولعل هذه الصورة بالذات هي التي تفسر لنا طرح ملف القاسم دائما على طاولة الاتفاقيين ما بين مد وجزر، رغم الفوز على النصر والهلال بقيادة المدرب الذي جعله البعض (قضية). ̧ ̧ ورغم ارتفاع النغمة والنقمة ضد القاسم، فإنني أتفق مع بعضها، وأشعر بظلم الرجل في نقاط أخرى، ولعل من أهمها عدم وجود مهاجم أجنبي هداف يصنع الفارق للاتفاق، لاسيما أن كرة سفير الشرق ممتعة في أغلب المباريات، وينقصها فقط اللمسة الأخيرة والترجمة في لغة الشباك، وجل التعاقدات المحلية في خط الهجوم الاتفاقي لا تصنع الفارق، كما هو الحال في معظم أندية جميل، ولعل نظرة الاتفاقيين للبرازيلي ليو مهاجم وهداف المجزل في دوري الدرجة الأولى، والتعاقد معه لدوري جميل أراه قياسا غير منطقي (كرويا) ربما يدفع الفريق ثمنه في الوقت الراهن. ̧ ̧ اما الملف الآخر الذي يستوجب التوقف عنده طويلا لسفير الشرق، فهو الموضة الجديدة التي لا تساهم في استقرار الفريق، وتخلق الفوضى في مشوار جميل، وأعني المبالغة في حالتي الفوز والخسارة، فردة الفعل للأولى المطالبة بالمنافسة على اللقب، وعلى الثانية الخوف من التراجع للمربع الأخير في سلم الدوري، وكلا الموقفين يساهمان في لخبطة الأوراق، ويشكلان ضغطا كبيرا على صناع القرار والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين، وأعتقد أنها ظاهرة سلبية لم يعتد عليها الاتفاق الهادئ في هويته وشخصيته ووعيه. ̧ ̧ أعتقد أن الاتفاق مع نهاية الجولة السادسة مقنع إلى حد ما، مع إقرار الجميع أن فترة التوقف أثرت سلبيا على مستوياته ونتائجه بدليل أنه لم يفز بعد استئناف المسابقة وكانت الحصيلة نقطة واحدة فقط من مباراتين أمام الفتح. ̧ ̧ تحميل المدرب كل شيء سلبي في الفريق لن يقدم الاتفاق خطوة للأمام، فالمسؤولية مشتركة، لا سيما إذا أدرك اللاعبون أن الفوز على النصر والهلال ليس هو الهدف المنشود لناديهم الكبير الذي تراقص فرحا على منصات التتويج، ولكن في المقابل المطلوب من الجماهير الصبر والتحفيز وتعزيز الثقة في فريقهم حتى لو خسر، وعدم الانجرار من جعل (الحبة قبة) في كل مباراة لا يوفق فيها الفريق..!!