عقب عدة محاولات باءت بالفشل، تمكن الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق من تصدر جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وذلك عقب فوزه على مضيفه احد بهدفين نظيفين حملا توقيع المهاجم العائد للتألق هزاع الهزاع، في المباراة التي أقيمت على استاد مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية بالمدينة المنورة ضمن منافسات الجولة ال (26) منه. ومع تبقي (4) جولات على الختام، إضافة لبعض المباريات المؤجلة، يمكن للاتفاق أن يعتمد على نفسه ويأكل بيده من خلال تحقيق أربعة انتصارات تضمن له الصعود لدوري عبد اللطيف جميل الممتاز لكرة القدم كأول أو ثاني دوري الدرجة الأولى بغض النظر عن باقي النتائج، حيث يلتقي مع كل من الباطن والوطني خارج أرضه، فيما يستضيف الحزم على أرضه وبين جماهيره، وكذلك الطائي في الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى. زيادة معدل التهديف الاتفاق وعلى الرغم من تعادله مع الفيحاء والمجزل في الجولتين الماضيتين واللتين اخرتا من تصدره لدوري الدرجة الأولى، إلا أنه بات فريقا يقدم مستويات كبيرة وكرة رائعة جدا، وكل ما ينقصه فنيا خلال الفترة الحالية، زيادة معدل التهديف لديه، وان كان في الترتيب الثاني من ناحية اكثر الفرق تسجيلا للأهداف، حيث إنه خسر الكثير من النقاط بسبب غياب التهديف عنه في مباريات كان الأكثر سيطرة عليها، كما حدث في لقاء المجزل الأخير، الذي انتهى بالتعادل السلبي رغم السيطرة المطلقة للاتفاق على مجريات اللقاء. جميل وضع بصمته لم يبدأ الفريق الاتفاقي الموسم بالشكل المطلوب تحت قيادة الألماني ستامب، فتواجد في مناطق الدفء بجدول الترتيب العام، وهو ما لم يعجب إدارة النادي ومحبيه، فاتخذت قرارا بإبعاد الألماني عن تدريب الفريق الأول، وجلب الخبير جميل القاسم لتولي المهمة الفنية للفريق الاتفاقي، حيث وضحت بصماته سريعا، مستغلا المعسكر التدريبي الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، لإيصال أفكاره بشكل أسرع للاعبي الفريق، وهو ما قاد الفريق للتحسن سريعا وسط تعاقدات مميزة جدا أبرزها مع المحترف البرازيلي ريكاردينو والهداف المميز مرعي المقعدي، إضافة للمدافع عبدالعزيز المنصور، ليصعد إلى صدارة الترتيب العام عقب أن كان يحتل المركز التاسع. لا مكان للعاطفة ومع وصول الفريق للنقطة (44)، والتي قد تضمن له الصدارة المطلقة في حال تعادل الباطن والمجزل في مباراتهما المؤجلة يوم الجمعة المقبل، فإنه على محبي وعشاق نادي الاتفاق أن يبتعدوا عن العاطفة في الوقت الحالي، والتفرغ لمساندة الفريق بالشكل المطلوب، لأن دوري الدرجة الأولى هو واحد من أصعب الدوريات، ويتميز بعدم إمكانية التكهن بنتائجه مهما كانت الفوارق الفنية بين الفريقين، خاصة وأن الجولات الأربع الأخيرة ستحدد الصاعدين لدوري عبد اللطيف جميل، كما ستحدد الهابطين لدوري الدرجة الثانية، وهو ما يعني اشتعال كافة المباريات في ظل بحث كل فريق عن الهدف المرسوم لهذه المرحلة سواء بالصعود للدوري الممتاز أو بالبقاء في دوري الدرجة الأولى. الدور الاداري كما أن على إدارة نادي الاتفاق برئاسة خالد الدبل دور كبير في المرحلة المقبلة من خلال تهيئة كافة العوامل التي تساعد الفريق على مواصلة تألقه وكسبه للمزيد من النقاط، ولعل أهمها ابعاده عن كافة أشكال الضغوط المتوقع أن يتعرض لها الفريق خلال الجولات المقبلة، سواء من محبي الفريق الطامحين بعودته لمكانه الطبيعي في الدوري الممتاز، أو من قبل الخصوم، الذين يسعون لخطف النقاط منه لتحقيق أهدافهم المرحلية. ومما يميز إدارة الدبل، قربها الكبير من لاعبي الفريق، وهو ما يسهل كثيرا من مهمتها، حيث يتواجد أعضاؤها بشكل مستمر في التدريبات اليومية، كما يعقدون اجتماعات دورية مع لاعبي الفريق والجهازين الفني والإداري للوقوف على كافة احتياجات الفريق، وتوفير البيئة الخصبة لتحقيق حلم العودة لدوري الأضواء. فهل ينجح الاتفاق في رسم البسمة على وجوه محبيه وعشاقه، أم يبدأ رحلة جديدة للبحث عن الحلم بالعودة لمكانه الطبيعي، وهو السؤال الذي ينتظر الجميع اجابته بفارغ الصبر مع نهاية الجولات الأربع القادمة؟.