سامي الجابر في كل زمان ومكان تجد له بصمة منذ عرف النجومية فهو محل اهتمام من المحبين والأعداء بين مؤيد ومعارض ومادح وذام.. كتب له أن يكون تحت المجهر ومادة إعلامية دسمة، من يصدق أن سامي الجابر الذي اعتزل من سنوات ما زال وأكثر من سابق عهده هو النجم الأول في الإعلام وبدون منافس.. يكبر ويكبر معه حلمه ويكثر جمهوره ويسعى معه لتحقيق حلمه والذي اختار له أن يكون (مدربا كبيرا) في عالم كرة القدم، وبدأ يلامس هذا الحلم من فترة ليست طويلة.. كانت البداية في بيته الأول الهلال، والآن يعيد محاولة تحقيق الحلم مرة أخرى مع نادي الشباب!! والفارق بين كلتا التجربتين أن الثانية نجدها أكثر ثقة واتزانا بعد أن استفاد من التجربة الأولى، وكل التوقعات تشير إلى أن الجابر سيلغي الثالثة ثابتة ويجعل من الثانية ثابتة تحقيق حلم طال انتظاره من الكوتش ومحبيه.. من يتابع المشهد الحالي لدورينا، لأجزم أنه لا يوجد مدرب إلا سامي!! قالوا عنه إنه خطف الأضواء من نجوم الهلال في السابق بسبب حب الذات والإعلام، والآن المشهد يتكرر لتثبت لنا الأيام أن الإعلام هو من يبحث عن الكوتش وليس العكس.. قد يقول قائل من المبكر الحكم على عمل المدرب الوطني سامي وأنا أتفق معه لكن على قولة المثل (ليالي العيد تبان من عصاريها)، وعمله حتى الآن يشهد له، فبعد خراب مالطة الذي عصف بالشباب، وكاد ينسف كيانا كبيرا مثل الشباب استطاع الجابر أن يعيده إلى الواجهة وفي زمن قصير بل قياسي؛ نظرا للظروف الصعبة التي مر فيها الليث، في الجولة الماضية لا حديث إلا عن الجابر من يصدق أن الهلال يكتسح بالستة ولا نكاد نسمع عنها أو حتى يتغنى بها جمهور الهلال!!! الكل اتجه إلى موقعة جدة حيث كان الكوتش سامي ونجوم الليث جوهرة مشعة في الجوهرة بعد النقاط الثلاث أمام المتصدر الاتحاد ولم يكن هذا التسليط الإعلامي على الفوز كما تعودنا بل اتجه على الكوتش ودخوله إلى أرض الملعب بعد احتساب الحكم ركلة جزاء غير صحيحة من وجهة نظر البعض فالكل أدلى بدلوه، واختلفت الآراء والتوجهات حسب الحب أو الكره للكوتش ووصل الحال إلى المطالبة بالشطب والإيقاف ومصادرة التدريب من الجابر وكأن الجابر ارتكب مصيبة أو عملا مشينا -لا سمح الله- وكل ما فعله الجابر أنه بعث في الفريق روحا وحماسا قلما نجدها في ناد آخر غير الشباب.. عدة أيام تفصلنا عن مواجهة العمر، بل مواجهة الموسم، عندما يواجه الجابر فريقه وعشقه الهلال في موقعة لن تكون عابرة وستكون لها قصص تحكى للأجيال القادمة في عالم كرة القدم عندما يتحول الحب إلى خصم متبادل بين الطرفين (داخل المستطيل الأخضر)!!! من يكسب الرهان الذي انتظره المحايدون أكثر من المنتمين للفريقين، وحتما سيردد الطرفان (آه يا سامي) في كلتا الحالتين، ومعها يبقى سامي النجم الأول لدورينا...