يُقال في الأمثال العربيَّة: (الكتاب يُقرأ من عنوانه) ويُقال في الأمثال الشعبية: (ليالي العيد تبان من عصاريها) وإن شئتم أن نقول: (ليالي الصيف تبان من عصاريها) ولعل الأخير يعطينا دلالة أكثر ويعبِّر بشكل أوضح عن واقع الحال المتردي لاتحاد كرة القدم، وقد لاحت بوادر فشله مبكرًا ولا أدل على ذلك من أحداث هذا الموسم الذي عجّ بالمشكلات في ظلِّ تخبطاته ولجانه وقد فشل مسيروه في تقديم عمل ناجح، بل إنهَّم غرقوا في تلك الأحداث حتَّى وإن كابروا وطبّل لهم البعض، وطالما هذا الاتحاد وكما يُقال أيْضًا (غرق بشبر مويه) ولم يستطع تقديم عمل مقنع على صعيد إدارته لدفة الأمور المحليَّة وهذا من أبسط مهامه والشواهد والوقائع كثيرة ولا تحتاج لسرد، فالكل يعرفها جيدًا، أقول: طالما الأمر كذلك بالنسبة له، إذًا فمن الطّبيعي أن يفشل في الشؤون الخارجيَّة وأعني تحديدًا في تقديم ملف مقنع ليستضيف نهائيات آسيا التي كنّا نحلم باستضافتها، فالاتحاد الآسيوي يريد عملاً مقنعًا، جادًا، وفق أسس ومنهجية مدروسة ودلالات للنجاح لا تقبل الجدل وبحسب الشروط المطلوبة كما فعل من سبقونا وكما فعل من ينافسوننا حاليًّا في هذا الملف، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، وكيف لنا أن ننشد التطوير ورقي كرة القدم السعوديَّة في ظلِّ هذه الأوضاع، ومن المُعيب أن نخفق في استضافة مناسبة قارية فيما كنا فيما مضى نستضيف مناسبات عالميَّة وقد نجحنا فيها، والمؤسف والمحزن أن الدول تتقدم ونحن نتراجع، ومازال هناك من يرفع القبعة لهذا الاتحاد، ولكن يبدو أن (ما يمدح السوق إلا من ربح فيه)..! فريق «الأحلام» الهلالي!!! للهلاليين أن يحتفوا كثيرًا بفريقهم الأولمبي ليس لأنّه انتزع لقب بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، فهذا الأمر وحتى وإن كان إنجازًا يتكرَّر للمرة الثامنة إلا أن ما يدعو للبهجة والفرح، هذا الفريق الهلالي الحلم الذي يُعدُّ نواة للفريق الأول بعناصره الشابة، التي أبهرت متابعي هذا الفريق في الموسم الحالي قبل أن تبهر محبيه وعشاقه، إِذْ يضم أولمبي الهلال كوكبة من النجوم الواعدين تبشر بالخير، وتعطي دلالات على أن زعامة الهلال الكروية ستطول طالما لديه هذا المخزون الرائع من النجوم بدءًا من حراسة المرمى وحتى خطّ الهجوم، وقد رسموا لوحات فنيَّة رائعة في لقائهم الذي تعادلوا فيه مع أولمبي النادي الأهلي وتوّجوا من خلاله كأبطال، ولم يكن ينقص أداؤهم سوى ترجمة العديد من الفرص إلى أهداف. إن من تابع الفريق الهلالي الأولمبي وشاهد نجومه حتمًا سيقول: إن المسئولين في نادي الهلال غير مُحقّين إن هم بحثوا عن لاعبين محليين في ظلِّ وجود هؤلاء النخبة من النجوم الشباب القادرين على مشاركة الفريق الأول بكلِّ اقتدار، ولعل نجاح سلطان الدعيع، ثمَّ يحيى الكعبي الذي زج به المدرِّب القدير سامي الجابر في لقاء الأهلي الإماراتي الأخير وبروزه في تلك المباراة بشكل جيّد وهو الذي شارك مع الفريق لأول مرة لخير شاهد على أن لدى الهلال كنزًا من اللاعبين في الفريق الأولمبي ولا ينقصهم سوى إتاحة الفرصة لهم مع الفريق الأول، وبالتالي يحق للهلاليين أن يفخروا كثيرًا بهذا الفريق الذي طمأنهم على مستقبل الزعيم المحلي والآسيوي. - وإن كنَّا نشيد بلاعبي فريق الهلال الأولمبي وبإمكاناتهم وما حقَّقوه من إنجاز فيجب أن يُذكر الأمير محمد بن خالد بن فيصل بالخير العميم بصفته الداعم الخفي لفريق الهلال الأولمبي وهو من يقف وراء هؤلاء النجوم، كما لا نغفل دور مدرِّبهم الألماني ستامب الذي قاد الفريق لتحقيق هذا الإنجاز الذي يُعدُّ شهادة على نجاحه وتميزه، وألا ننسى أيْضًا مدير الفريق الأستاذ سعد المنصور.. هذا الرجل المثابر الذي كرّس جهده لهذا الفريق، وعمل بلا كلل أو ملل حتَّى حصد ثمار جهوده. وفي الحقِّيقة أن نادي الهلال محظوظٌ بوجود أمثاله. - بقي أن أقول: حبذا لو صرفت إدارة نادي الهلال النظر عن اللاعب عبد العزيز الجبرين وخصصت المبلغ الذي رصدته لانتقاله ليُصرف جزءٌ منه كمكافآت للاعبي الفريق الأولمبي، الذين يستحقُّون المكافآت بالفعل وجزءٌ آخر من المبلغ يُقام فيه معسكر خارجي للفريق استعدادًا للموسم القادم، وهذا خير استثمار، فبالفريق الأولمبي نجومٌ كثرٌ يفوقون الجبرين مستوى ومهارة ويحتاجون فقط للمزيد من الاهتمام والرِّعاية وسيكون لهم شأنٌ كبيرٌ في الفريق الهلالي إن شاء الله. على عَجَل - أرجو أن يكون فريق الهلال قد أعد إعدادًا ممتازًا من الناحية المعنوية قبل مواجهة سابهان الإيراني مساء اليوم ليكون في كامل جاهزيته، فالإعداد الفني لن يكون ذا قيمة ما لم يقترن بالإعداد النفسي أو المعنوي وكلاهما مكمل للآخر وأن يستشعر اللاعبون حجم المسئولية في هذا اللقاء لتكتمل عناصر التفوق وهذا ما نتمناه هذا المساء. - كيف يطالب المسئولون في القنوات الرياضيَّة السعوديَّة باستمرار رعاية دوري المحترفين السعودي وهم لا يستطيعون صرف مستحقات بعض المذيعين والمراسلين والمحللين، فحقوقهم لازالت متأخرة، ويستجدون صرفها ويمنّون أنفسهم بالحصول عليها..؟! - مما يُثير الإعجاب برئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان أنّه لا يسكت عن حقوق ناديه ولا يقبل لكائن من كان أن ينال من الكيان الشبابي. - نادي الهلال ليس بحاجة للاعبٍ متقلب في آرائه مثل عبد العزيز الجبرين، وقد تخلى عن ناديه وهو بأمس الحاجة إليه ليشاركه في بطولتين مهمتين، الأولى محليَّة والأخرى خارجية.. مثل هذه النوعية من اللاعبين لن يُستفاد منهم ولن يستمروا في الملاعب..! - قبل أن يُسأل عبد العزيز الجبرين عن رغبته بالانتقال لأيِّ الناديين، يفترض بل يجب أن يحقِّق معه عن سبب ومكان اختفائه..! - اتحاد كرة القدم، (يجيب الكلام لنفسه)..!