عندما يعلن وزير المالية خلال لقاء تلفزيوني سابق أن هنالك مصروفات ومشاريع وهمية وفيها تلاعب وغش وتدليس على شاكلة مدارس لا حاجة لها او مبان غير مأهولة أو مركز صحي او مستشفى لم ينته بعد وطافت فترته الزمنية أو اسكان وهمي للمواطنين او مبان تنفذ منها الأمطار، وما أكثر ما رأينا ذلك في بعض مباني الجامعات، وانتدابات ولجان على الورق تعطى للمقربين من أصحاب الكراسي وتذاكر سنوية لهم ولأسرهم بحجج التدريب في نهاية كل صيف وكل يأخذ ويلقم من القصعة وكأن هذه الديرة وثروتها ليست لنا جميعا ولأبنائنا وذرياتنا من بعدنا وكل يأكل الحرام ويتناسى أن الله شديد العقاب وأن اقتطاع مال بغير وجه حق هو من المحرمات المغلظة وكل يدري عن الحلال والحرام ولكن أقولها بصراحة وشفافية ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فلا بد من هذه الوقفة لضبط الفساد الحكومي الذي أنشئت له هيئة حكومية لها مسؤول بمرتبة وزير وطاقم اداري كبير وفروع في كل المملكة ومتصلة مباشرة مع الملك ومع ذلك الخرق كبير والفساد منتشر فمن جهة نقول هو عدم خوف من الله واليوم الآخر ومن جهة أخرى هو عدم خوف من النظام لأن هنالك جهات يمكنها أن تتلاعب على القوانين وتطوعها وفق إرادتها ولا أحد يدري (ودار درى ودار ما درى) وللأسف المخجل. ولرب ضارة نافعة هذه الأزمة المالية التي نعيشها هذه الأيام اثر انخفاض المبيعات البترولية وما زامنها من انفاق عسكري لنضبط أولا أماكن الخلل المنتشر فلا بد والله من الحزم الداخلي ولا يمكن أن يقوم بذلك ولي الأمر بنفسه بل لابد من تعاون أهل الدين والحسبة والقانون والاعلام والقضاء والجزاء والمواطنون المخلصون لاجتثاث الفساد أينما كان وبأي لون فلا محسوبية لاعطائه منح أراض على الشاطئ لا يستحقها سوى أنه فلان أو علان ولا محسوبية لخفض فاتورة الماء والتلفون والكهرباء عنه وهو لا يستحقها ولا محسوبية لأي أحد أن يأخذ غير ما هو مخصص له وفق النظام والدستور حتى يتم ضبط سمفونية الفساد والتقليل منها بقدر المستطاع مع تكاتف الجهات الرقابية والتشريعية بمجلس الشورى والبلديات على نطاق المواطن السعودي العادي لأنه هو شريك في حماية الوطن وثرواته فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه وهذه الجملة الثمينة لا تعني فقط مكافحة الارهاب والمجرمين بل كل الخارجين على القانون في أي صورة كانت فمن سرق أو نهب أو دلس أو أكل مالا حراما او ظلم أو اقتطع او فعل شيئا محرما بأي صورة كانت هو شريك للارهابي والمجرم والمختل ويستحق أن يعاقب بأقصى العقوبات لأنه اخلال بالأمن الاقتصادي الوطني والاجتماعي وحاضر ومستقبل الأمة والوطن ومقدراتها وثرواتها. إن حب الوطن ليس أهازيج وشيلات وأغاني وعرضات ورقصات بل هو عقيدة وفكر ومنهج حياة عامة تزرع كجينات في العقول والقلوب لا تتزحزح تحت أي مؤثرات مادية كانت او شهوانية من بداية الانسان الى وفاته بل ويورث الاخلاص والتفاني والايثار وعفة النفس واليد لأبنائه من بعده سواء بسواء. وقبل الختام اللهم احفظ ديننا ومليكنا وقادتنا ووطننا وأمتنا من شر الأشرار وشر كل ذي شر واكتب لنا من أمرك يسرا آمين. وفي الختام اللهم ان الخطب قد لف المسلمين من كل حدب وصوب وأهل البغي والضلال قد أكثروا فيها الفساد اللهم فاقطع دابرهم يا هازم الأحزاب اهزم الظالمين بالظالمين وأخرج المسلمين منهم سالمين آمين. ٭ اكاديمي وكاتب