قبل عدة أيام تم تداول منشور غير رسمي في وسائل التواصل الاجتماعي حول تقييم متدن لمطار الملك عبدالعزيز بجدة، فيما يخص قابلية المسافر للعبور من خلاله. إلا أنه وقبل عدة عقود كانت المطارات السعودية الثلاثة الرئيسة تحصل على أعلى تقييم من مراقبين معتمدين من خارج المملكة أو على مستوى التقييم العام من متابعين لأخبار صناعة النقل الجوي. وفي العام 1977م تصادف أن يكون من ضمن زملاء الدراسة في مدينة نيويورك ثلاثة ممن كان آباؤهم من ضمن منسوبي شركات طيران عالمية يعملون في مطار جون كنيدي بمدينة نيويورك. الأول من هولندا ووالده موظف تابع لشركة الخطوط الهولندية (كي إل إم) والثاني من السويد والده يعمل مع شركة الطيران الإسكندنافية (ساس) والثالث أمريكي والده يعمل تابعا لهيئة أمنية خاصة بالمطار. ودائما يتحدثون بإيجابية عن صناعة الطيران المستقبلية في المملكة ومستقبل تطور مطاراتها وهو نفس محور حديث كل محلل اقتصادي مهتم بشؤون الطيران. وفي تلك الفترة كانت المملكة من الدول القلائل في العالم التي يوجد بها ثلاثة مطارات دولية في الظهران والرياض وجدة ومصنفة دوليا على أنها من اكثر المطارات جودة من الناحية العملية والتشغيلية وسرعة الخدمات الأرضية، وكل ما يتعلق بأمور السلامة في وقت لم يكن في دول كبيرة مثل الصين والاتحاد السوفييتي إلا مطار واحد في كل منها تحط فيه وتقلع منه الرحلات الدولية. وإضافة لمطارات المملكة الدولية في تلك الفترة يوجد أكثر من 20 مطارا إقليميا في وقت لم نكن نرى في بعض دول الجوار مطارات تشغيلية كبيرة بالمعنى الحقيقي. وكانت أحاديث الكثير من صناع القرار في شركات صناعة الطائرات مثل بوينغ وغيرها، وكذلك الشركات المساندة حول أهمية مراقبة تطور المطارات السعودية والسوق السعودية التي يوجد بها أكثر مواسم السفر والإجازات والعطلات كالعطلة الصيفية ومنتصف العام وإجازة عيدي الفطر والأضحى وموسم الحج والعمرة. وكذلك كان ولا يزال إلى وقتنا الحالي معروفا بأن سوق الطيران السعودي في المملكة هو الأكبر في الشرق الأوسط. وكانت هناك ملامح لأن تكون مطارات المملكة الدولية الثلاثة هي محطات الوصل بين الشرق والغرب المستقبلية مدعومة بأسطول طائرات الخطوط السعودية التي كانت الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط في وقت كانت الساحة مفتوحة لمطاراتنا لعدم وجود أي منافسة من مطارات الدول المجاورة. وقد توقع الكل بأن مطارات المملكة الثلاثة ستكون هي المسيطرة على صناعة الطيران والحركة الجوية. وفي ذلك الوقت كانت معنويات موظفي المطارات دائما مرتفعة ومتفانية في حبها للعمل وخدمة المسافر، وهذا عكس ما نراه الآن وكأن معظم الموظفين يعملون وكأنهم مغصوبون على ما يقومون به وتحس أن معنوياتهم متدنية. وكل ما حدث منذ عدة عقود لمطاراتنا هو أننا وببساطة بنينا مطارات ببلايين الريالات ولكننا لم نحرص على توظيف وتدريب وتأهيل الكوادر التي تعرف أهمية العمل في المطارات.