من حق شبابنا المتطوعين ورجال العمل الخيري أجمع أن يفخروا بالعمل الذي يقدمونه! ومن واجبنا أن نفخر بهم! فإذا كان ترك البصمة أساس التميز وهدف الناجحين في كل زمان ومكان، فإن شبابنا المتطوعين يتركون بصمة نقية شامخة في كل مكان يحلون فيه! وهذه البصمة تستمد نقاءها من نبل أهداف أصحابها، وتأخذ شموخها من نفعها المتعدي، فلا عمل خيري إلا بمساعدة محتاج وبناء مجتمع! كما أن هدف العاملين الأسمى بتطوعهم، كمتطوعين مسلمين، السعي لرضا المولى سبحانه، ولذلك كافأهم رب العزة والجلال بما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار»! وما عند الله خير وأبقى، فالمولى أكرم من عباده، ولن يخذل من عمل من أجله! فضل هؤلاء الأبطال علينا كبير، فهم دعامة من دعامات رقي المجتمع، بعمران عمود بنائه الثالث- القطاع الخيري- مع عموديه الآخرين «العمل الحكومي والخاص»، كما أن العاملين موطن فخر من مفاخر الوطن، فإنما تفخر الأمم برجالها الذين يعطون بغير مقابل، كما أنهم وسيلة حماية للمجتمع، يحمونه بثلاثة: حفظ النعمة الذي هو أساس شكرها وبالتالي بقاؤها، ووقاية المجتمع مما يتبع الفقر والحاجة من شرور ومصائب، فلو كان الفقر رجلاً لقتلته! ونشر الإيجابية في وقت ابتلينا فيه بالسلبية والمشاريع التي لا تقوم إلا على نقد المشاريع الأخرى! بقي أن نقوم نحن بدورنا اليسير وذلك بأن نفخر نحن معهم، برفع رؤوسهم ورؤوسنا بعطائهم المميز، وبدعمهم على كافة الأصعدة، فهم القوم الذين لا يشقى بهم محب ولا يخسر بدعمهم داعم، فكل ما يقدم لهم هو قرض، يرد بنسبة أرباح كبيرة ومضمونة، وممن؟! من الكريم الذي بيده خزائن السماوات والأرض! لذلك شكراً لهؤلاء المميزين! وشكراً لمن يدعمهم! وشكراً لمن ينافح عنهم ويحميهم من سهام المتصيدين الفارغين! * متخصص بالشأن الاجتماعي