في إطار التنافس المحموم بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا تواصل وسائل الإعلام الأمريكية هجومها الناعم ضد روسيا. وتصدر بعض المقالات التي تحاول النيل منها ومن رجلها القوي فلاديمير بوتين. إحدى تلك المقالات هي مقالة الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست ماشا جيسين، وهو صحفي متخصص في الشأن الروسي وقد ألف كتابا اسمه «الرجل الذي بلا وجه» يتناول فيه صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكما يشي عنوان الكتاب فليس من المتوقع أن يكون مقال الكاتب ذاته في الواشنطن بوست مختلفا في طرحه عن كتابه سابق الذكر. ويحدد الكاتب خمسة اعتقادات خاطئة تدور في أذهان المجتمع الأمريكي عن روسيا العصر الحالي، سماها «أساطير»، أولها أن الكثيرين يعتقدون أن الرئيس الروسي يريد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة البيت الأبيض، لكن الحقيقة كما يقول الكاتب، ان الرئيس الروسي يتمنى ان يفوز بالرئاسة أي احد سوى هيلاري كلينتون التي يعتقد بأنها وراء المظاهرات التي خرجت في عام 2011- 2012 في روسيا لكنه في الحقيقة ليس محبذا لترامب. الأسطورة الثانية، هي ان بوتين جعل من روسيا دولة عظيمة مرة أخرى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ويذكر في هذا الصدد ان المرشح الجمهوري للبيت الأبيض ترامب مدح بوتين في أحد خطاباته قائلا «إنه قائد شجاع وهو يقوم بدور عظيم في بناء روسيا كقوة عظمى من جديد» يفند الكاتب ذلك قائلا ان الإنسان الروسي اقل رفاهية منه قبل 5 سنوات فبوتين لم يستطع مواجهة نزول اسعار النفط، كما أن الأمن الروسي امر لا يمكن قياسه بالدقة التي يتم الحديث عنها، ويؤكد ان روسيا تمر في اسوأ حقبها في معدل الجرائم بأنواعها كالجرائم ضد السياسيين، وضد الصحافيين، ورجال الأعمال، ويذكر ان احداها قادت خيوطها الى الرئيس بوتين نفسه. أما عن الرفاهية فيقول إن الحكومة الروسية قطعت الإنفاق على الشأن الاجتماعي. وعادت المستشفيات كما كان يحدث في 1990م تطلب من المريض إحضار حقنته معه. وثالثة الأساطير ان الروس يؤيدون سياسات الرئيس بوتين. والحقيقة كما يراها الكاتب، أن الشعب الروسي يدعم بوتين لأنه لا يجد أمامه خيارا آخر. الأسطورة الرابعة ان المجتمع الروسي ليبرالي فالرئيس بوتين طالما انتقد الغرب واتهمه بأنه يتجاهل قيم الشعوب وهوياتها التقليدية، وقدم روسيا على انها الحامية لتلك الثقافات المهمشة لكن الكاتب يتهم روسيا بأنها بدأت تشريع قوانين أخلاقية صارمة مثل حظر الدعاية للمثلية الجنسية، ومنع تبني الأطفال الروس من قبل الأزواج المثليين. الخامسة ان السياسة الروسية تأتي كرد فعل على السياسات الأمريكية، ويلوم الجمهوريون والديمقراطيون بعضهم من منطق ان احتلال القرم وبعض المناطق من جورجيا كانت بسبب بعض استفزازات أو ليونة السياسات الأمريكية في وجه بوتين. لكن الكاتب يقرر بأن تلك اسطورة أخرى لأن الرئيس بوتين ومنذ مجيئه قبل 17 سنة الى الكرملين وسواء نجح ام لا، عزم على بعث روسيا القوية ولا دخل للسياسات الأمريكية في البيت الأبيض بذلك. * روائي