انتهى دوي كذبة أن الشاب السعودي «غير ملتزم» وغير عملي وغير واقعي يتوق إلى الراحة والعمل المريح والكرسي الوثير ذى الراتب الجيد! الكذبة الذي اطلقها أبناء الجبل وساعة «بق بن» أيام الطفرة والثورة الصناعية والعمرانية والصحية ببلدنا، من أجل الاستحواذ على نصيب الاسد وكسب العديد من التأشيرات لجلب ابن عمه وابن خالة مراته! لتغطية شواغر كان أبناء البلد الاحق بها، كانت كذبة كبيرة صدقها رجال الأعمال واستوعبها كبار المسؤولين وعششت فى عقولهم لعقود، واثبتها الوافدون بتطفيش وتطنيش كل أبناء البلد والضغط عليهم لترك أعمالهم، كان الشاب المؤهل يهرب من القطاع الخاص ويجد فى القطاع العام أماً حانية تضمه الى صدرها كلما كاد أن يصيبه الوهن والملل، اليوم انتهت الكذبة الكبيرة وأثبت الشاب السعودي أنه يفوق الوافد الاجنبي بعدة عوامل أهمها الاخلاص والتفاني والصدق فى التعامل والمعاملة، فقط يريد الشاب السعودي (الامان الوظيفي) والتقدم وهو من يجتهد لتطوير نفسه وذاته يريد راتبا جيدا وعمل ساعات العمل التى نص عليها نظام العمل والعمال بالمملكة، يريد أن يجد كيانه ويمارس تخصصه ويقبض ثمن ذلك. ولعل الشاهد الأكبر على ذلك عند انطلاق برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي الذي فتح الفرص والمجال لعشرات الآلاف من الطلبة والطالبات للالتحاق بأعرق الجامعات الاوروبية فى أكثر من الف تخصص، أبدع فيها الطلبة والطالبات أيما إبداع حتي إن أساتذة الجامعات العريقة شهدوا لهم بالتميز والتفوق والإبداع فى العمل وعرضوا عليهم الاعادة فى جامعاتهم أو الالتحاق بمراكز الابحاث العالمية، كانت نقطة انطلاق مذهلة وفرصة أثبتت أن خمول الشاب السعودي كذبة أهدرت ملايين الريالات خارج الوطن، وحالت دون الاستفادة من هذه الثروة البشرية والتجربة التى لن تتكرر بنسختها السابقة لمئات السنين. قال لي أحد رجال الاعمال القدامى والذي تحصل على عدة عقود لمشاريع ضخمة بالمنطقة الشرقية أيام الطفرة ونحن بغرفة الشرقية: «كُنا نميل إلى الشاب السعودي ونتمنى له الخير بحكم الدم والوطنية والاخوة، ولكن مرحلة الطفرة كُنا نريد المهندس الجاهز والموظف ذا الخبرات العالية والعامل المتمكن، فالوقت لا يسعف للتدريب والتجربة، واكتشفنا بعد فترة من الزمن أننا نأتي بالمهندس المتدرب والموظف العادي والعامل الذي يبحث عن التدريب، وكان هؤلاء يقولون لنا إن الشاب السعودي غير مؤهل للعمل ولا يتقبل التدريب ومضيع لساعات العمل، اليوم اكتشفنا بعد أن اصبحت معظم الشركات نسبة السعودة بها 100% أن السعودي لا يمكن أن تجد له بديلا» انتهى كلامه. بالامس افتتح سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف معرض وظائف 2016 بالظهران، والذي يعرض فرصا لخمسة آلاف وظيفة للجنسين ولذوي الاحتياجات الخاصة بمشاركة أكثر من 100 شركة معظمها تبحث عن موظفين على مستويات مختلفة قابلة للتدريب والتأهيل وتخصصات متنوعة، تلك المبادرة ليست الأولى من نوعها وهي دليل قاطع على أن شركاتنا أيقنت وتأكدت أن المستقبل بيد أبناء الموطن والا لما جازفت برؤوس أموالها من أجل السعودة ومجاملة الغرف التجارية ومكاتب العمل! هُنا أقول لكل شاب مقُبل على العمل فى القطاع الخاص: ابحث عن ذاتك وطور نفسك وابحث عن الأفضل فهو حق مشروع لك، وانظر إلى الأمام ولا تحقر أي عمل فغدك بحول الله أفضل، وكما قال جدي وجدك (من لا يغبر شاربه ما دسمه) والله المستعان.