عزيزي رئيس التحرير , يؤلمني ويحز في نفسي ما جاء في صحيفة اليوم في صفحة الاقتصاد يوم الثلاثاء بتاريخ 24/2/2009 م على لسان رئيس لجنة الذهب والمجوهرات الأستاذ/ سليمان العثيم , والتي ينادي بها إلى تخفيض نسبة السعودة إلى 10% في مؤسسات ومصانع الذهب وذلك اثر الاجتماع الذي أقيم في الغرفة التجارية في مدينة الرياض متذرعا في ذلك أن أصحاب الورش لا يستطيعون الوصول إلى النسبة المقررة وذلك لعزوف الشباب السعوديين عن العمل في هذه الورش والأغرب من هذا ما جاء في البيان أن أصحاب هذه الورش لا يألون جهدا في تشجيع السعودة , فعلا كلام متناقض ويفتقر للمصداقية والوطنية ولكن كيف ينادى للتخفيض في نسبة السعودة في عقر دار أول المتبنين للسعودة وهي الغرفة التجارية ,لأصف هذا إلا تحديا سافرا لمشاعرنا كسعوديين ومشاعر قسم السعودة في الغرفة التجارية وكذلك جهود وزارة العمل , كيف نلبي دعوة الغرفة التجارية غدا عندما تبعث لنا كعادتها خطاب التدريب المنتهي بالتوظيف وتطلب منا الحضور لاختيار الكوادر من أبنائنا وهي تسمح لمثل هذه الاجتماعات التي تدعوا لتخفيض النسبة , هل تجاهل المجتمعون أن هذا اقل ما يوصف انه طعن بظهر المسئولين الذين سخروا ووضعوا جوائز وتسهيلات للشركات التي تصل إلى النسبة المقررة . لو صدرت هذه المطالبة من مستثمر غير سعودي لما أتعبت قلمي بالرد علية ولكن أن نسمع بهذه المطالبة من مستثمر سعودي نكن له كل الاحترام والتقدير فهذا يجعلنا نعيد النظر في حساباتنا وربما كنا على خطا طوال هذه السنوات. لا نعتب على من جعل طعم المال يطفوا على الوطنية وينادي بتخفيض السعودة رغم أنها مازالت في مهدها ولا نعتب على أبنائنا عندما يعودوا يوميا إلى المنزل للبحث عن وظيفة وتكلل جهودهم بالفشل إذا كان هذا هو ما يفكر به بعض رجال الأعمال لدينا كما أنني لاشك أن هذه حربا على السعودة بداء يقودها أصحاب مصانع الذهب الذين يطالبون بصهر السعودة وتحويلها إلى معدن عديم الفائدة مستخدمين بذلك الحجج المتناقضة التي تفتقر إلى المصداقية وهي عدم قدرة أبنائنا السعوديين للعمل بهذه المصانع على حد قولهم ( إنها حجة البليد ) . لكن هل تجوّل المجتمعون قبل اجتماعهم الميمون هذا في الطابق الرابع للغرفة التجارية بالرياض وشاهدوا ألاف السعوديين من أبنائهم وهم يقدموا مستنداتهم للبحث عن فرصة عمل اجزم أنهم لم يفعلوا هذا ولوا فعلوا لربما تجاهلوا هذه المطالب ليس حبا بعدم المطالبة ولكن خجلا . يذكر الأستاذ العثيم , انه يواجه صعوبة في السعودة طبعا لا نشك في هذا لان مصانعكم مليئة بالهنود والبنغال الذين قدموا إليكم بمهنة عامل ولكن في حقيقة الأمر هؤلاء هم مدراء هذه المصانع وبالتالي عندما تضع سعودي براتب 1500 ريال فقط بين هذه العمالة لتغطي فضائح السعودة لديكم وتطلب منه الاستمرار والإنتاج في ضل عدم التدريب وتهيئة هذا الشاب للعمل بالتأكيد لن يستمر في العمل وربما هذه النقطة الوحيدة التي نتفق عليها . يوجد بالمملكة خمسة ألاف محل لبيع الذهب والمجوهرات وتقدر حجم تجارة الذهب السنوية 9.75 مليار ريال , لذا الأجدر بالمجتمعين أن يخصصوا نصف مليار فقط لتدريب السعوديين كي يساهموا بالمشاركة الفاعلة لبلدهم بدلا أن يطالبوا هذه المطالب المجحفة في حق وطنهم وأبنائهم . إذا هل تناسى الشيخ العثيم أن مشكلة البطالة وتسريح الموظفين أصبحت ظاهرة تنخر في عظام الوطن , وان هناك رجال أعمال مخلصين كثر غيورين على وطنهم يحاولون المشاركة بطرح بعض الحلول لهذه المشكلة وبالطبع نشكرهم على جهودهم هذه أليس من الأجدى بكم أن تحذو حذوا هؤلاء بدلا أن تغردوا خارج السرب وفي عكس الاتجاه أيضا , وهل تجاهلتم أن هذا الذهب الذي تتحلى به ابنتنا العروسة هو من عرق وجهد العريس السعودي الذي يهبك كل هذا المال في مقابل قطعة معدن أليس هذا جدير ويستحق التدريب والتوظيف لدى مصانعكم بدلا من وافد يأتينا من الأدغال ولماذا هذا الوافد تقومون على تدريبه ومنحه الأوسمة لديكم ولا تالون جهدا لإكرامه وجعله يتعالى على أبناء جلدتكم ويصبح مسئولا في مصانعكم المحترمة وهل قمتم بتكرار هذا الكرم والتدريب مع شاب سعودي واحد فقط وأصبحت توقعاتكم عكسية!!؟..... لاعتقد ذلك ....تحياتي. سعود الفوزان – الرياض [email protected]