تواجه مرشحا الانتخابات الرئاسية الامريكية للمرة الثانية الاحد في مناظرة مبتذلة، وصفت بالسوقية، وغير المسبوقة في تاريخ السياسة الامريكية للسقوط الكلامي واللفظي بين مرشحين، سيعتلي أحدهما كرسي رئاسة اكبر دولة في العالم..! المناظرة السوقية المبتذلة، حملت اتهامات ترامب للرئيس الأسبق بيل كلينتون بالاعتداء جنسيا على ثلاث نساء فيما أكدت رابعة ان هيلاري ساعدت زوجها على الافلات من العقاب عندما كانت محامية شابة، وذلك في مؤتمر صحافي مقتضب قبيل المناظرة مع زوجته المرشحة الديمقراطية. وقالت احدى النساء وتدعى خوانيتا برودريك: ربما قال ترامب امورا مسيئة، لكن كلينتون اغتصبني وزوجته هددتني. وحضرت النساء الاربع المناظرة في القاعة حيث تواجد ايضا بيل كلينتون الذي حيا عند وصوله زوجة ترامب واولاده وصافحهم، فيما لم يتصافح المرشحان الرئاسيان عند افتتاح المناظرة. واستعاد قطب الاعمال اتهاماتهن في مستهل المناظرة قائلا: بيل كلينتون اعتدى على نساء، ولم نشهد في تاريخ السياسة في هذه الامة احدا استغل النساء الى هذا الحد. وتواليا للسقوط اللفظي والأخلاقي لمرشح البيت الأبيض، حاول ترامب التقليل من اهمية تصريحات تعود للعام 2005 تباهى فيها بسلوك يرقى الى تحرش جنسي كان له وقع الصدمة على حملته الرئاسية منذ كشف تسجيل الفيديو الجمعة. وقال ترامب: لا اعتقد انكم تفهمون الامر. انه حديث غرف (...) لست فخورا بذلك، وذلك ردا على الصحافي اندرسون كوبر الذي ادار المناظرة واتهمه ب «التباهي بالاعتداء جنسيا على نساء». لكن وزيرة الخارجية السابقة قالت انها لا تستغرب تصريحات الملياردير. ومضت تقول: لقد رأيناه يقيم النساء ويصنفهن بحسب الشكل على مقياس من عشرة. لقد رأيناه يحرج نساء. وتواجه هيلاري كلينتون ودونالد ترامب خلال المناظرة الثانية في عدة ملفات، أبرزها سوريا والموقف من روسيا وإيران والحرب على «داعش»، فيما أظهر استطلاع للرأي بعد المناظرة أن المرشحة الديمقراطية تمكنت من تسجيل فوز آخر بعد انتصارها بالمناظرة الأولى، مع تمكن المرشح الجمهوري خلال المواجهة من تقليص الفارق مع منافسته ورفع حصته من قبول الجمهور له. وقالت المرشحة الديمقراطية، خلال المناظرة : إن تصريحات الأخير عن الإسلام تعد بمثابة هدية لتنظيم داعش. وأضافت: هناك مسلمون في أمريكا منذ عهد جورج بوش، رؤيتي أن هناك مكانا لأي شخص بغض النظر عن خلفيته، مشيرة إلى أن ترامب يثير العنصرية بتصريحاته ضد الإسلام. من جانبه، قال ترامب إن المسلمين القادمين إلى الولاياتالمتحدة يجب عليهم أن يتعاونوا لحفظ الأمن ويبلغوا عن المشاكل الأمنية. وفي سياق الوضع السوري ودعم موسكو لنظام الأسد، أكدت كلينتون، أنها ستقف أمام النظام السوري والروسي عندما تفوز برئاسة الولاياتالمتحدة، وستدعم محاكمتهم عن الجرائم التي ارتكبوها خلال الحرب بحق الشعب السوري، على حد قولها. وأضافت: لم تهتم روسيا بمحاربة داعش، بل تسعى لبقاء الأسد، لموسكو طموحات عدائية، وقررت التورط عسكرياً في سوريا بوجود كامل، وأشارت إلى سعيهم للتدخل والتأثير على الانتخابات الأمريكية، والعمل على خسارتها أمام منافسها الجمهوري، موضحة السبب بقولها: لأنني سأقف أمام روسيا وبوتين عندما أكون رئيسة للولايات المتحدة، وسأدعم التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري والروسي، فلابد من محاسبتهم. أما ترامب فجاء رده: سوريا لم تعد كالسابق، سوريا هي روسيا وإيران، فقد استقوت روسيا وإيران بفضل هيلاري وأوباما، أصبحتا قوتين كبيرتين وثريتين في وقت وجيز، وأضاف: أعتقد يجب أن نهتم بالقضاء على داعش، كان يمكن أن نفعل شيئا بخصوص سوريا، إذا ما سقطت حلب فتلك كارثة إنسانية. وبحسب استطلاع أجرته شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية لآراء من شاهدوا المناظرة، فإن 57% من المقترعين قالوا إن كلينتون كانت الأفضل في حين رأى 34% أن ترامب حقق نتيجة أفضل من كلينتون. وقد رفع بذلك ترامب نسبة الموافقين على أدائه من 27% خلال المناظرة الأولى في حين انخفضت نسبة الذين افترضوا أن كلينتون هي المنتصرة من 62 إلى 57% ، لكنها مع ذلك حافظت على هامش كبير من التقدم على خصمها. يشار إلى أن الاستطلاع جرى عبر اتصالات هاتفية مباشرة أجرتها الشبكة مع 537 مشاهدا. وذكرت الشبكة أن نسبة الخطأ المحتملة في الاستطلاع تصل إلى أربع نقاط.