أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنه «من المتوقع خلال الأسبوعين القادمين طرح الورقة الحقيقية لخطة أممية متكاملة من أجل السلام وحل القضية اليمنية». في حين قالت مصادر ان القوات المسلحة السعودية تمكنت امس الأول من قتل العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح، بينهم 7 ضباط، وجرح أكثر من 64 عنصرا، وأسر العشرات منهم في كمين عسكري قبالة حدود جازان. وأكدت مصادر قبلية يمنية في مديرية حرض أن طائرات الأباتشي وبمشاركة طيران التحالف تمكنت من تدمير رتل عسكري كبير في مثلث حرض كان متوجها للحدود السعودية، وقتل 7 من كبار ضباط الحرس الجمهوري، بينهم المقدم محسن سريع والرائد حسين الملحاني و5 ضباط آخرين، مؤكدة أن عشرات الجرحى والمصابين فروا إلى قرى شمال حجة. ملامح خطة السلام وقال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، في حديث ل«وكالة الأنباء العمانية»، الجمعة، إنه «سيتم الإعلان خلال الأيام القليلة القادمة عن الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في اليمن، قابلة للتمديد، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق من أجل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ». وشدد ولد الشيخ على أن كلا من ميليشيا الحوثي وأنصار المخلوع صالح مقتنعان بضرورة وقف إطلاق النار ووافقا على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق ومستعدان أن يشاركا في عمل اللجنة، وقال «هي أكثر نقطة إيجابية خلال محادثاتي في سلطنة عمان». وأضاف المبعوث الأممي إنه سيزور المملكة للقاء الرئيس هادي من أجل ضمان التوصل إلى الاتفاق. كما أشار ولد الشيخ إلى أن «طرح الورقة الحقيقية لخطة السلام في اليمن، لتصبح خطة عمل للوصول إلى سلام كامل وشامل، ما زال يتطلب بعض المشاورات، والأفكار موجودة»، لافتا إلى ضرورة «بلورة أكثر للجانب الأمني الذي يتضمن الانسحاب وتسليم السلاح». ويعود المبعوث الدولي الخاص باليمن إلى الرياض، وذلك لنيل موافقة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على إعلان هدنة إنسانية واستئناف محادثات السلام بعد أن وافق على ذلك فريق المفاوضين عن ميليشيا الحوثيين وحزب المخلوع صالح. وقال موقع «روسيا اليوم» بحسب مصادر قريبة من فريق المفاوضين عن الانقلابيين، إن اللقاءات التي عقدها معهم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أفضت إلى اتفاق على إعلان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، ينتظر أن يتم الإعلان عن بدء العمل بها خلال فترة زمنية لا تتعدى يوم غد الأحد، ومعها سيتم رفع الحظر عن الطيران المدني إلى صنعاء. ووفقا لما ذكرته المصادر، فإن لقاءات ولد الشيخ أحمد مع فريق المفاوضين الانقلابيين، ناقشت استئناف محادثات السلام قبل نهاية الشهر الجاري والاتفاقات الأمنية والسياسية، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية. وهذا الأمر كان قد اتُفق بشأنه من قبل، لكن الجانب الحكومي اشترط انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء أولا، وهو ما يرفضه هؤلاء، وكان سببا في فشل ثلاث جولات من المحادثات. وإذ يقول الحوثيون إنهم ناقشوا مع ولد الشيخ أحمد تعيين نائب للرئيس هادي متفق عليه من الأطراف كافة، فإن هذا المطلب قوبل بالرفض المستمر من جانب الحكومة اليمنية. هروب الى ذلك اكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور انور قرقاش ان سيناريو التصعيد، الذي تتبناه ميليشيا الحوثي هو هروب من المسار السياسي في اليمن. وذكر قرقاش في تغريدات له على حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نشرتها وكالة الانباء الاماراتية (وام) أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من محاولة الحوثي لتقويض فرص الحل السياسي، وان مصلحة الوطن ثانوية أمام مصلحة الميليشيا. وقال: «ان الحوثيين لا يريدون أن يكون رفضهم للإرادة الدولية معلناً فيلجأون للتصعيد».. مشيراً الى ان ذلك هو منطق التمرد. ولفت الوزير قرقاش الى أن استهداف ميليشيا الحوثي للسفينة المدنية الإماراتية «سويفت» هو اعتداء ممنهج وجزء من تصعيد مقصود هدفه القفز على الحل السياسي وتقويضه. إحباط تهريب صواريخ على صعيد آخر، أحبطت نقطة أمنية بمحافظة لحج، محاولة تهريب صواريخ حرارية للحوثيين. وقال مصدر عسكري في المحافظة «إن نقطة تابعة لقوات الأمن في المحافظة أحبطت محاولة تهريب تلك الحمولة من الصواريخ التي كانت على متن شاحنة صغيرة تحمل أقفاص دجاج». ولم يورد المصدر الجهة التي كانت تلك الشاحنة قادمة منها، مشيراً في الوقت نفسه الى أن قوات الأمن ضبطت تلك الحمولة ونقلتها إلى مقر القوات بالمحافظة. يأتي هذا بالتزامن مع ضبط صواريخ حرارية في محافظة مأرب كانت في طريقها للميليشيات من دولة مجاورة بعد مرورها بمحافظتي المهرة وحضرموت. أبين والمهرة مع الشرعية أكدت قيادة محافظتي أبين والمهرة اليمنيتين، موقفها الثابت المتمثل بالوقوف مع الشرعية ورفض انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح في البلاد. جاء ذلك خلال لقاء جمع قيادة المحافظتين، ومعهم زعماء عشائر، مع نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وأشارت القيادات إلى أن السلطات الشرعية هي الضامن الوحيد لأمن اليمن واستقراره وحمايته من الأطماع الخارجية. وجرى خلال اللقاء وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، مناقشة احتياجات المحافظتين لتثبيت الأمن والاستقرار وبسط سلطة الشرعية وحمايتها من محاولات الانقلابيين وعبثهم. وثمّن نائب الرئيس اليمني موقف القيادات وزعماء العشائر في المحافظتين المساند للشرعية والرافض لفوضى الانقلابيين.