يلتقي ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سويسرا يوم غد الثلاثاء تحت رعاية الأممالمتحدة، في مباحثات سلام قد يسبقها وقف لإطلاق النار، تهدف لوضع حد لنزاع أودى بآلاف. وتوجَّه وفدا الحكومة الشرعية والانقلابيين إلى سويسرا للمشاركة في المحادثات بشأن حل الأزمة اليمنية، ويؤكد وفد الحكومة الشرعية على تنفيذ القرار الأممي 2216 كأساس لحل الأزمة اليمنية، في حين يؤكد وفد الانقلابيين على النقاط السبع التي طرحوها سابقاً خلال لقاء مسقط كأساس للحل. وجددت الحكومة اليمنية حرصها على نجاح مشاورات سويسرا والوصول إلى سلام دائم وحقيقي يحقن دماء الأبرياء، وذلك على أساس القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، إلا أن المتحدث باسم التمرد الحوثي رأى قبيل مغادرة وفد الانقلابيين إلى المحادثات أن المرجعية يجب أن تكون النقاط السبع، التي تم التوصل إليها في مسقط، بحسب تقرير لقناة «العربية» اليوم الأحد. وعشية انطلاق المحادثات المرتقبة بين أطراف الأزمة اليمنية في سويسرا، أبدى الناطق باسم جماعة المتمردين الحوثيين تراجعاً عن التزامات مسبقة قطعها الانقلابيون للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ خلال مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرة الوفد المفاوض صنعاء إلى مسقط ثم إلى سويسرا، بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وفدا الطرفين يتكونان من 12 شخصاً، 9 مفاوضيين أساسيين و3 هيئات استشارية. كما يضم كلا الوفدين امرأة عن كل طرف، كلتاهما جنوبيتان، وهما فائقة السيد في وفد الانقلابيين، ونهال العولقي في وفد الحكومة الشرعية. وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: إن القرار الأممي 2216 هو المرجعية الأساسية للمحادثات، وفقاً لمسودة الاتفاق التي توصَّل إليها المبعوث الأممي مع الطرفين خلال مشاوراته، بالإضافة إلى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار. وحذر المخلافي من أي تصعيد يقدم عليه الانقلابيون من شأنه إعاقة المحادثات، التي تمثل فرصة لحقن دماء المدنيين، ووقف الحرب وإحياء العملية السياسية بمقدماتها المتفق عليها، تحت بند إظهار حسن النية من الانقلابيين في رفع الحصار عن تعز والسماح بوصول مواد الإغاثة الإنسانية للمتضررين وإطلاق سراح المعتقلين. وأعلن رئيسا الوفدين أن وقف إطلاق النار المتفق عليه مع المبعوث الأممي سيبدأ اليوم الإثنين عشية انطلاق المحادثات يوم الغد الثلاثاء، وسط مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار نتيجة التصعيد العسكري المستمر للميليشيات على الأرض. وذكرت مصادر أن جبهات القتال في تعز والضالع ومأرب والجوف تشهد تصعيداً عسكرياً صدت خلاله المقاومة الشعبية والجيش الوطني، مدعومين بقوات التحالف عدة هجمات تحاول الميليشيات من خلالها تحقيق مكاسب على الأرض في محاولة منها لتحسين شروطها التفاوضية. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم». ويرى المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله أن ثمة «فرصة حقيقية للاختراق، فرص النجاح أكبر من أي وقت مضى». ويضيف «ستكون هناك تنازلات من الجانبين»، وأن «دول الخليج وصلت إلى نقطة (قناعة) أنه حان الوقت لإعطاء الحل السلمي، لأول مرة، فرصة أكبر للنجاح». وكانت قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت الخميس في الرياض، أكدت دعم الحل السياسي للنزاع اليمني. ويرى المحلل عبدالوهاب بدرخان أنه «من الصعب تصور أن ينفذ الحوثيون القرار، لأن التنفيذ بالنسبة إليهم اعتراف بالهزيمة».