وسط حضور كبير يتقدمهم الناقد الدكتور عبدالمحسن القحطاني ورئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله السلمي وبعض أعضاء مجلس الإدارة افتتح الثلاثاء الماضي الشاعر محمد إبراهيم يعقوب منتدى عبقر بأدبي جدة في عامه الجديد بأمسية اجتمع فيها الإبداع مع النقد، حيث سرد مدير الأمسية الشاعر خالد الكديسي جانبا من السيرة الذاتية والشعرية للفائز بجائزة محمد الثبيتي الشاعر، تلاه الشاعر أحمد قران الزهراني بورقة نقدية انطباعية عن مجمل شعر اليعقوب، التي اسماها «ليس يعنيني كثيرا.. شعرية اللغة والصورة»، مبينا ان الشعر لغة أخرى تتخلق خلقا جديدا لدى الشعراء، والشعرُ مخرجٌ من مخرجاتِ الروحِ، وقد كان الشعرُ صورةً نهائيةً للجمال عند العرب، ولذا أودعوه كثيرا من الفنونِ الجميلةِ الأخرى، وأولُ هذه الفنون الموسيقى التي حرص العربُ على انسجامها في الشعرِ حرصاً شديدا، ثم الصورة الشعرية، التي توازي لوحةً تشكيلية بكل تفاصيلها وأبعادها، مضيفا ان المتلقي الحديث عرف أشكالا من الشكل الشعري تمثل في العمودي ذي الشطرين والشعر الحر أو ما اتفق عليه قصيدة التفعيلة، ثم قصيدة النثر، ومع تلك الاشكال كلها لا يمكن ان يكون التغيير في شكل القصيدة هو المعيار على حداثة النص، دون أن يصاحبه تغيير في المعاني واللغة السائدة، وهذا ما تتكئ عليه تجربة محمد يعقوب، التي أخذت في بداياتها شكل القصيدة العمودية لكنها كانت تحفل بلغة حديثة وصورة شعرية متجددة، وحينما انتقلت هذه التجربة من الشكل الكلاسيكي «العمودي» لم تهمل حداثة اللغة وبكر الصورة الشعرية حتى إن كانت في شكلها العمودي.. انتقل الشاعر في ديوانه الأخير الى التجربة الشكلية الحديثة المتمثلة في قصيدة التفعيلة وسرديتها وبصورة شعرية مغايرة، وبيَّن ان محمد يعقوب من خلال رؤية للحياة والانسان حاول الابتعاد عن الأيديولوجيا المنطلقة من إعلاء الذات وإقصاء الآخر، سعيا للتأصيل والتأكيد على تعددية الصوت يواتي ديوانه الفائز مؤخرا بجائزة محمد الثبيتي «ليس يعنيني كثيرا» متجاوزا تجربته في مجموعاته الثلاث السابقة، وإن كانت لا تنتقص منها لأنها تجربة تراكمية لو لم يخلص لها لما وصل الى هذه التجربة الشعرية الناضجة في هذا الديوان الشعري المصفى؟ يتسم «ليس يعنيني كثيرا» بلغته الشفافة وصوره المبتكرة بعد ذلك قرأ الشاعر اليعقوب عددا من نصوصه الشعرية من خلال ديوانيه «ليس يعنيني كثيرا» و«الأمر ليس كما تظن» وختم الأمسية ب «أعراس المواقيت» وسط عاصفة من التصفيق، بعد ذلك وقّع اليعقوب ديوانه الجديد «ليس يعنيني كثيرا» للحاضرين والحاضرات.