احترت بأي حرف أستجير.. وبأي كلمات أسير.. أحتاج إلى نور يضيء لي الطريق.. فكل المفردات زرعت في حديقة المنطقة الشرقية.. وكل الزهور نثرت بين زواياها.. وكل العطور سكبت في رحلتها.. أشعر أنني أفلست وأنا أسبح في مدن المنطقة الحالمة.. فالسيناريو يتكرر.. والمشهد يعيد نفسه... فكل مناسباتها عبارة عن فرح عارم. ▪▪هي أنشودة فرح طافت على دوائر الإنجاز بمختلف مسمياتها.. داخل الحدود وخارجها.. شمعتها لم تنطفئ.. ووردتها لم تذبل.. ورائحتها ما زالت فواحة.. نعم.. أهز جزيرة البوح في قلمي لقامة أعرف أنها لا تحبذ الجلوس على كرسي سطور الإطراء.. ولا تمد بصرها على شواطئ المدح.. وتعكف بكل همة لقراءة كل من يسلط الضوء على خلل هنا أو هناك لرياضة المنطقة الشرقية بشكل خاص ورياضة الوطن بشكل عام؛ لإصلاحه وتصويبه وتطويره.. قامة تبحث عن كل ما يجعل شباب هذا الوطن متفوقين في المحافل الدولية. أطلقوا عليه وجه السعد.. فمنذ حضوره للمنطقة الشرقية والإنجازات انهمرت على رياضة المنطقة في كافة المجالات. ▪▪فدائما ما يبعث الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، برسائل قيّمة وثرية في استقبالاته لإدارات ومسؤولي أندية الساحل الشرقي، ويعيد بنصائحه المتكررة العربة لسكة العمل الإداري المثمر، الذي يعتمد على ترجمة خطط وأهداف وبرامج قيادة هذه البلاد، لانخراط شبابها في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية، وألا ينحصر دور الأندية ومسؤوليها في لعبة كرة القدم فقط. ▪▪المتتبع لتصريحات سموه، يلحظ عمقه في الطرح؛ كونه رياضيا خبيرا، عمل في المؤسسة الرياضية كنائب للرئيس العام في إحدى محطات عمله في مناصب الدولة، ويتضح ذلك في تركيزه على العمل الثقافي والاجتماعي إلى جانب العمل الرياضي في الأندية، وتشجيعه للاهتمام بتلك الجوانب التي تحمي شبابنا من الوقوع فريسة في حضن الأفكار الهدامة. ▪▪النظرة الثاقبة لسموه أبقت أندية الشرقية متفوقة في الألعاب المختلفة والفردية، وكان حصادها على مستوى البطولات والألقاب في المنافسات العامة على مستوى المملكة وفيرا وكان لها نصيب الأسد. وتعزيزا لتفوق أندية الشرقية، فإن سموه كثيرا ما يركز على هذا الجانب غير مرة، حيث يؤمن سموه بأن الرياضة ليست كرة قدم فقط، وقد احتضن وشجع واهتم بأندية المنطقة الصغيرة التي لا تمتلك الإمكانيات واستقبلها عندما حققت الإنجازات في الألعاب المنسية، وهي سياسة أنبتت القمح والسنابل في أرض قاحلة من تلك الأندية التي لا تمتلك القدرة المالية، وحولت الأشواك في طريقهم لورود وأزهار؛ نتيجة دعم سموه المادي والمعنوي لها. والمتعمق في نصائح سموه لمسؤولي الأندية، يكتشف أن دور الأندية أكبر من مجرد تنافس رياضي داخل الملاعب، فهو يرغب أن تكون أشمل في استيعابها لطاقات وقدرات شبابنا في مجالات عدة، تبني شخصية الشباب على أسس تربوية ثقافية رياضية. ▪▪المبادرات في المجتمع الرياضي تكاد تكون معدومة، إلا ما ندر، خصوصا تلك المتعلقة بالجانب الإنساني والتكريمي، الذي يخص شخصيات أعطوا لهذا المجتمع المال والصحة والوقت والجهد، وربما كانت اسهاماتهم في السلك الرياضي على حساب أسرهم وكل ما من شأنه أن يرفع رصيدهم الشخصي في هذه الحياة، ولكن حبهم الجم لأنديتهم جعلهم يضحون بالغالي والنفيس من أجل رفعتها وعلو مكانتها، فهم يفرحون لإنجازاتها ويحزنون لإخفاقاتها. ومن هنا، ولدت فكرة عطاء ووفاء لتكريم رواد الرياضة في المنطقة الشرقية، في أمسية يرعاها سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، فالأمسيات التاريخية، تبقى في ذاكرة الزمن، والأولويات ترسخ في الأذهان، وتعتلي القمم، ولا تهرم مع تقادم السنين. ▪▪في المنطقة الشرقية تبرز شخصيات رواد الرياضة أكثر من غيرها، لا سيما في البدايات التي كانت فيها الأندية تعاني الشح المادي، وبعضهم ما زال على قيد الحياة، والبعض الآخر غادرنا إلى جوار ربه، وكنت ممن يترقب أن يلتفت القائمون على الرياضة لتلك الشخصيات بنظرة حانية، ينبعث منها التقدير والعرفان لأولئك الرجال الأفذاذ، الذين بنوا صروح أنديتهم حتى أصبح لها اسم رنان، وسمعة تجوب الأمصار لإنجازاتها وتميزها. ▪▪بعض الرموز يقفزون على أسمائهم، ليرتبط بهم المكان والزمان، فلا تكاد تذكر سيرة التاريخ في مدنهم ومناطقهم وبلدانهم إلا وترسم ملامحهم في سؤال السائل، أو إجابة العارف. ▪▪في الساحل الشرقي هناك نفط يهز العالم، وهناك أمير يهز المشاعر، فالجملة لا تكتمل في الدمام إلا بهذه الطريقة، والتاريخ يقول خير النفط بدأ يتدفق أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وفجر الكرة السعودية بزغ أيضا في حقبة الثمانينيات مع كأس آسيا والتأهل لأولمبياد لوس انجلوس بقيادة البلدوزر خليل الزياني. ▪▪لا أبالغ إذا قلت: إنني أحتاج للشعر والنثر و(الرواية) القصيرة منها في السرد أو الطويلة ذات ألف ليلة وليلة، ولكل مفردات الأدب العربي؛ من أجل وصف الحالة التي يعيشها الرواد الرياضيون، فمبادرة عطاء ووفاء التي يرعاها أمير المنطقة الشرقية رسمت لنا خطا آخر في وسطنا الرياضي.. نعم خط جديد أشعرنا بدفء المحبة والاحترام والتقدير لرموز قدمت لوطنها البسمة والفرحة، فبقيت عالقة في ذاكرة الجميع، فالصورة المضيئة لأولئك الأفذاذ ما زالت عالقة في أذهان الجميع، خصوصا أولئك الذين عاصروهم واطلعوا عن قرب على عملهم ودعمهم الذي حول فرقهم وأنديتهم من لا شيء لقيمة كبيرة جدا. ▪▪ترجمة رؤية أمير الشرقية يجب أن تستمر؛ لأنها ببساطة تغذي المنتخبات الوطنية في كل الدرجات، الناشئين والشباب والعموم بالمواهب التي ترفع علم المملكة خفاقا في المحافل الدولية.