■■ استنهض الهمم، ونصح وشجع، وزرع وحصد، وكان من ثمار دعمه الرياضي لأندية الساحل الشرقي، التنوع في الإنجازات، فلم يكن سموه في يوم من الأيام متجها فقط لكرة القدم، بل كانت نظرته الثاقبة تستوعب الرياضة بشموليتها لتفوق شباب المنطقة الشرقية. ■■ كان من ثمار ذلك الاهتمام، حصاد يد النور ثلاثية الموسم الماضي لكرة اليد، والثنائية حتى الآن في هذا الموسم بالجمع بين الدوري والكأس، وهو إنجاز فريد من نوعه لا يتكرر لأي ناد إلا بصعوبة بالغة، حتى مع الأندية التي تمتلك المال والإمكانات، لذلك يعد إنجاز يد النور (خارقا) لأنه جاء بإمكانات متواضعة. ■■ وأجد حرفي متعاطفا مع رئيس النور الحالي حسين العبكري الذي قال في حوار ل(الميدان) ننتظر بشغف لقاء أمير المنطقة لإهدائه هذه الإنجازات الكبيرة، بل أجزم أن الأمير سعود بن نايف فرح ومسرور لهذا الإنجاز، لأن نصائحه كانت تتجه في كثير من استقبالاته لمسؤولي الأندية بالاهتمام بالألعاب الفردية والمختلفة. ■■ نعم نصائح الأمير سعود بن نايف لأندية الساحل الشرقي لم تقتصر على ملف التنافس الكروي والاهتمام بالجوانب الثقافية والاجتماعية فقط، فقد كانت كلماته لإدارات الاندية التي حظيت باستقبال سموه غنية في كيفية التعاطي مع الوعود التي تتبناها مع الجمهور والإعلام ولغة التخاطب، فكانت كلماته نهجا جديدا بعدم إطلاق الوعود التي لا تستطيع الأندية تنفيذها وهي رسالة يبعثها سموه لكل إدارات أندية المنطقة بضرورة مواكبة الكلمة للفعل. ■■ وتعزيزا لتفوق أندية الشرقية في الألعاب المختلفة والفردية، فإن سموه كثيرا ما يركز على هذا الجانب غير مرة، حيث يؤمن سموه بأن الرياضة ليست كرة قدم فقط، وقد احتضن وشجع واهتم بأندية المنطقة الصغيرة التي لا تمتلك الإمكانيات واستقبلها عندما حققت الإنجازات في الألعاب المنسية، وهي سياسة أنبتت القمح والسنابل في أرض قاحلة من تلك الأندية التي لا تمتلك القدرة المالية، وحولت الأشواك في طريقهم لورود وأزهار نتيجة دعم سموه المادي والمعنوي لها. ■■ تلك النظرة الثاقبة لسموه أبقت أندية الشرقية متفوقة في الألعاب المختلفة والفردية، وكان حصادها على مستوى البطولات والألقاب في المنافسات العامة على مستوى المملكة وفيرا وكان لها نصيب الأسد. ■■ المتتبع لتصريحات سموه في تلك الاستقبالات، يلحظ عمقه في الطرح، كونه رياضيا خبيرا، عمل في المؤسسة الرياضية كنائب للرئيس العام في إحدى محطات عمله في مناصب الدولة، ويتضح ذلك في تركيزه على العملين الثقافي والاجتماعي إلى جانب العمل الرياضي في الأندية، وتشجيعه للاهتمام بتلك الجوانب التي تحمي شبابنا من الوقوع فريسة في حضن الأفكار الهدامة. ■■ لقد بعث سموه في استقبال إدارتي الاتفاق والقيصومة في الآونة الأخيرة بمناسبة صعود الأول ل(جميل) والثاني لدوري الأولى لكرة القدم، برسائل قيمة وثرية، ويعيد بنصائحه المتكررة العربة لسكة العمل الإداري المثمر، الذي يعتمد على ترجمة خطط وأهداف وبرامج قيادة هذه البلاد، لانخراط شبابها في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية، وألا ينحصر دور الأندية ومسؤوليها في لعبة كرة القدم فقط. ■■ والمتعمق في نصائح سموه لمسؤولي الأندية، يكتشف أن دور الأندية أكبر من مجرد تنافس رياضي داخل الملاعب، فهو يرغب أن تكون أشمل في استيعابها لطاقات وقدرات شبابنا في مجالات عدة، تبني شخصية الشباب على أسس تربوية ثقافية رياضية. من أهم ما نستنبطه من تشجيع سموه للألعاب المختلفة والفردية، الترجمة الفعلية لجمهور المنطقة الشرقية في إنجاح الحدث الرياضي الكبير الذي تستضيفه المنطقة، وهو استضافة دورة الألعاب الخليجية الثانية بالدمام، بالحضور والمساندة لمنتخبات الوطن في هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة. ■■ ترجمة رؤية أمير الشرقية يجب أن تستمر، لأنها ببساطة تغذي المنتخبات الوطنية في كل الدرجات، الناشئين والشباب والعموم بالمواهب التي ترفع علم المملكة خفاقا في المحافل الدولية.