محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    قبل مواجهتي أستراليا وإندونيسيا "رينارد" يستبعد "العمري" من قائمة الأخضر    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    «الاختبار الأصعب» في الشرق الأوسط    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    البنك المركزي السعودي يخفّض معدل اتفاقيات إعادة الشراء وإعادة الشراء المعاكس    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    جودة خدمات ورفاهية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    الأزرق في حضن نيمار    ترسيخ حضور شغف «الترفيه» عبر الابتكار والتجديد    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    الغرب والقرن الأفريقي    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    رحيل نيمار أزمة في الهلال    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    التعاطي مع الواقع    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات السعودية التركية.. نمو وتطور وتفاهم مشترك
وجهات نظر متطابقة تجاه معالجة الأزمات
نشر في اليوم يوم 30 - 09 - 2016

- أنقرة، الرياض
تشهد العلاقات بين المملكة العربية السعودية بالجمهورية التركية منذ نشأتها عام 1929م تطورا ونموا ومزيدا من التعاون والتفاهم المشترك حول الموضوعات التي تهم مصالح البلدين والأمة الإسلامية، نظرا للمكانة التي يتمتع بها البلدان الشقيقان على كافة الأصعدة، ووصلت إلى أعلى مستوياتها بعد تشكيل المجلس التنسيقي الاستراتيجي الذي تم تأسيسه في شهر أبريل الماضي في تركيا بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية.
مسيرة علاقات
ويعُد المجلس وثبة عالية في مسيرة العلاقات بين البلدين بالتنسيق بين المملكة وتركيا في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصاد، والتجارة، والبنوك، والمال، والملاحة البحرية، علاوة على مجالات الصناعة والطاقة، والزراعة، والثقافة والتربية، والتكنولوجيا، ومجالات الصناعات العسكرية، والأمن، والإعلام والصحافة والتلفزيون، والشؤون القنصلية.
معالجة الأزمات
ورغم تعدّد الأزمات وتجددها في المنطقة، إلا أن وجهات نظر البلدين ظلت متطابقة تجاه معالجة هذه الأزمات، وفي مقدمتها ما يحدث في: سوريا، والعراق، واليمن، إلى جانب التعاون في مواجهة الإرهاب، فدعمت المملكة جهود الحكومة التركية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.
استتباب الأمن
وتأكيدا لتميز هذه العلاقات، كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها قبل شهرين تقريبًا، حيث أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفيًا بالرئيس التركي، هنأه فيه بعودة الأمور إلى نصابها بعد محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، مبديًا - رعاه الله - ترحيب المملكة باستتباب الأمن والاستقرار في تركيا بقيادة الحكومة التركية لممارسة أعمالها.
زيارات متبادلة
وفيما يتعلق بتبادل الزيارات بين قيادتي البلدين، ففي ال 11 من شهر جمادى الأولى لعام 1436 ه عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الرياض جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، ناقشا خلالها آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وكذلك بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
آفاق التعاون
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر اليمامة بالرياض الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا وعقدا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
قمة العشرين
وفي يومي الأحد والاثنين 15 و 16 نوفمبر 2015 م زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - تركيا لرئاسة وفد المملكة في قمة العشرين التي عقدت بمدينة أنطاليا التركية.
وأشاد - أيده الله - في برقية بعث بها إلى الرئيس التركي عقب مغادرته تركيا بالنتائج الإيجابية التي توصلت إليها أعمال القمة، والتي سيكون لها كبير الأثر في توثيق التعاون بين دول المجموعة في المجالات كافة.
روابط أخوية
وفي شهر أبريل عام 2016م، وصل خادم الحرمين الشريفين إلى أنقرة في مستهل زيارة رسمية لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان في مقدمة مستقبليه في مطار «ايسنبوا».
وجاءت الزيارة انطلاقا من الروابط الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا، وتم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخلال الزيارة منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسام «الجمهورية» لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول.
نتائج مثمرة
كما عقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية أشار خلالها أردوغان إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، فيما شدد خادم الحرمين الشريفين على ثقته في أن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقات البلدين الاستراتيجية مما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية بما يعود بالنفع عليهما.
بعدها توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله- إلى مدينة إسطنبول حيث رأس وفد المملكة إلى القمة الإسلامية الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت يومي 7 و 8 / 7 / 1437ه.
اتفاقية تعاون
وكان خادم الحرمين الشريفين قد قام بزيارة رسمية لتركيا عام 2013م، حين كان وليًا للعهد، تلبية للدعوة الرسميّة التي وجهها له الرئيس التركي السابق عبدالله غل، واكتسبت هذه الزيارة أهمية كبيرة نظراً لخصوصية العلاقة التي تربط البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين سواء في إطارها الثنائي أو إطارها الإقليمي والإسلامي، وجرى خلالها توقيع اتفاقية التعاون الصناعي الدفاعي بين المملكة وتركيا التي وقعها وزراء خارجية البلدين. وأكد - أيده الله - في تصريح صحفي لدى وصوله أنقرة في 21 أبريل عام 2013م: أن زيارته لتركيا تأتي استمرارا لنهج التواصل والرغبة المشتركة في تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي إطار تميز العلاقات بين البلدين، حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس وفد المملكة في أعمال الدورة السنوية ال «71» للجمعية العامة للأمم المتحدة على الالتقاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تطورات الأوضاع
وبحث سموه مع الرئيس التركي آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها إلى جانب بحث أوجه التعاون بين البلدين خصوصا ما يتعلق بالمجال الأمني، ويعد ذلك اللقاء الثاني بين سمو ولي العهد والرئيس أردوغان، حيث زار سموه تركيا في شهر أبريل من عام 2015م الماضي عندما كان وليًا لولي العهد، والتقى حينها بالرئيس اردوغان في القصر الرئاسي.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مدينة هانغجو الصينية إبان ترؤسه وفد المملكة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين مؤخرًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرضا العلاقات الثنائية وسبل دعمها، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ونتج عن التفاهم المشترك بين المملكة وتركيا السعي نحو تبادل الخبرات في مجال التدريب العسكري، فانطلقت عام 1434ه فعاليات التمرين التحضيري للقوات الجوية الملكية السعودية بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية بأنواعها الهجومي والدفاعي وطائرات الإنذار المبكر بكامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة، للمشاركة في مناورات «نسر الأناضول - 3 - 2013م» التي أقيمت في قاعدة كونيا الجوية في تركيا.
رعد الشمال
ونفذت خلال المناورات العديد من الطلعات الجوية التدريبية اشتملت على عدد من العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات المرافقة والحراسة للطائرات الصديقة والاشتباك مع الطائرات المعادية المعترضة وعدد من العمليات الأخرى، وفي 18 جمادى الأولى 1437 ه الموافق 27 فبراير 2016 م انطلقت في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية فعاليات تمرين «رعد الشمال»، بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية منها تركيا، وعدّ هذا التمرين واحدا من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات، وحظي بالاهتمام على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما أنه أتى في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني.
دليل ساطع
وكانت الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة وتركيا قد سجلت دليلا ساطعا على قوة العلاقات ومتانة وشائجها منذ زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لمدينة اسطنبول التركية عام 1966م في إطار جهوده وسعيه لتوحيد الدول الإسلامية، كما أثمرت الزيارة التاريخية للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إلى تركيا في الرابع عشر من شهر رجب عام 1427ه الموافق للثامن من أغسطس 2006م، التوقيع على ست اتفاقيات ثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وبروتوكول تعاون بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية والمديرية العامة لأرشيف الدولة برئاسة الوزراء التركية، وكذلك التوقيع على اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ومذكرة تفاهم بين وزارتي المالية في البلدين بشأن اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة في البلدين، والتوقيع أيضا على اتفاقية لتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية بين حكومتي البلدين.
وشهد التعاون في المجال الاقتصادي بين المملكة وتركيا منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973م تطورا ونموا مستمرا حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2006م نحو ثلاثة آلاف مليون دولار، وتشكلت على ضوء الاتفاقية السابقة اللجنة السعودية التركية المشتركة وهناك أيضا مجلس رجال الأعمال السعودي التركي.
تبادل تجاري
وأعلنت الحكومتان العزم الأكيد على توثيق العلاقات الاقتصادية وعقدتا مجموعة من الاتفاقيات الثنائية شكلت الإطار القانوني المناسب لهذه العلاقات،وتمثل التطور في العلاقات الاقتصادية في تبادل الزيارات والمعارض وإنشاء الشركات المشتركة، وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
كما قام الصندوق السعودي للتنمية بدور رائد في توفير التمويل الميسر لعدد من مشروعات وبرامج التنمية في تركيا خلال الثلاثة عقود الأخيرة.
وامتدت يد البذل والعطاء إلى كافة المجالات ووقفت المملكة إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي لمواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية، ودعمت مراكز الأبحاث هناك، وقدمت المساعدات البترولية.
صورة إيجابية
وفي المجال الثقافي تأكدت الرغبة المشتركة للبلدين في التعاون الثقافي وتبادل الزيارات من خلال اتفاقية التعاون الثقافي الموقعة عام 1976م، وكذلك افتتاح الأيام الثقافية السعودية في العاصمة التركية أنقرة التي تضمنت صورا لواقع المملكة الثقافي والأدبي والفني تجسد من خلال المعارض والمحاضرات والأمسيات والحفلات والعروض الفنية، وأعطت الأيام الثقافية السعودية في تركيا انطباعا جيدا عن الثقافة والفنون السعودية وتركت صورة إيجابية عن السمات المشتركة لشعبين مسلمين يلتقيان في عدة عناصر منها الدين والتاريخ والمصير المشترك، وكانت نقطة انطلاق لتعزيز وتنشيط وتعميق التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين.
تنمية الوطن
ويفد إلى المملكة سنويا أكثر من مائتين وخمسين ألف تركي لأداء مناسك الحج والعمرة، فيما تستضيف المملكة نحو مائة ألف تركي يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في تنمية الوطن وإعماره، كما يزور تركيا حوالي عشرات الآلاف من السياح السعوديين سنويا.
آفاق التعاون
ومن الزيارات المتبادلة بين البلدين قيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حينما كان وليًا للعهد بزيارة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «آنذاك» في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة وعقد الجانبان اجتماعا استعرضا فيه آفاق التعاون بين البلدين، إضافة لبحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
أواصر الصداقة
وشهد عام 1434ه استقبال صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد نائب وزير الدفاع، قائد القوات الجوية التركية الفريق أول محمد أرتن الذي تقلد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، تقديرا لجهوده المميزة في توطيد أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، وفي نفس العام انطلقت فعاليات التمرين التحضيري للقوات الجوية الملكية السعودية بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية بأنواعها الهجومي والدفاعي وطائرات الإنذار المبكر بكامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة، استعدادا للمشاركة في مناورات «نسر الأناضول - 3 - 2013م» التي أقيمت في قاعدة كونيا الجوية في تركيا ونفذت خلالها العديد من الطلعات الجوية التدريبية اشتملت على العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات المرافقة والحراسة للطائرات الصديقة والاشتباك مع الطائرات المعادية المعترضة وعدد من العمليات الأخرى.
رحلات دولية
واستقبل مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم في العام ذاته أولى الرحلات الدولية القادمة من مطار اسطنبول الدولي، وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم جميع أشكال المساعدات للأشقاء السوريين، يقوم مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في تركيا بتسيير قوافل إغاثية متعددة من مدينة «غازي عنتاب» التركية محملة بالمساعدات الغذائية والصحية للسوريين النازحين في المخيمات على شريط الحدود التركية والداخل السوري. وفي المقابل ثمن رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان «آنذاك» للمملكة العربية السعودية دعمها للاجئين السوريين على الحدود التركية ومساعداتها الإنسانية الكبيرة التي تقدمها للنازحين من الأزمة السورية.
وضمن التعاون الاقتصادي بين المملكة وتركيا وافق الصندوق السعودي للتنمية عام 1434ه على تقديم تسهيلات ائتمانية من خلال خطوط ائتمان لتمويل تصدير سلع وخدمات وطنية غير نفطية متنوعة من المملكة بمبلغ إجمالي قدره 70 مليون دولار، أي ما يعادل «262.5» مليون ريال لصالح عدد من البنوك بجمهورية تركيا شملت كلا من: بنك زراعة، والبنك العربي التركي وبنك فيبا، كما طرح وفد تجاري تركي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض فرصا استثمارية في مجال صناعة الأثاث الخشبي بأنواعه وإيجاد منافذ للسوق في المملكة مع نظرائهم من الجانب السعودي.
قضايا مشتركة
وفي نيويورك التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - وقت أن كان وزيرًا للخارجية على هامش اجتماعات الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وبحث معه علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في الأزمة السورية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
توافق سياسي
ومن جانب التوافق السياسي بين البلدين أكدت الجمهورية التركية أن رفض المملكة العربية السعودية الدخول إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية تفقد من مصداقيتها، وقال الرئيس التركي السابق عبدالله غل للصحفيين في اسطنبول: «إن الأمم المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها» عادا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم، وأن قرار المملكة العربية السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة، وينبغي احترام قرارها، وفي مطلع العام 1435ه اختتمت اللجنة السعودية التركية المشتركة اعمال دورتها الحادية عشرة التي استضافتها أنقرة على مدى يومين بتوقيع محضر اجتماعات الدورة.
المنشآت الصغيرة
وأكد الجانبان السعودي والتركي، على أهمية العمل من أجل تعزيز العلاقات القائمة والدفع بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بهدف رفع مستوى التبادل التجاري، إضافة إلى التعاون في مجال دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتبادل الخبرات في هذا المجال.
أنظمة مشجعة
من جهته اكد مجلس الأعمال السعودي التركي المشترك المنبثق عن مجلس الغرف السعودية أيضا قدرة القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا على العمل سويا من أجل رفع مستوى التبادل التجاري الحالي البالغ 8 مليارات دولار ليصل إلى أكثر من ذلك خاصة في ظل وجود علاقات متميزة بين البلدين وأنظمة مشجعة على الاستثمار.
معربا عن تطلعه لفتح مكتب للخدمات التجارية في تركيا وتفعيل دور الملحقية التجارية السعودية لتشجيع الشركات السعودية على الدخول في السوق التركية وتدشين خط ملاحة بحري مباشر بين البلدين لتعويض التراجع في النقل البري بسبب الأوضاع في المنطقة، كما عقدت كذلك العام الماضي في مدينة إسطنبول التركية اجتماعات مجموعة العشرين الدولية على مستوى وزراء المالية وبمشاركة محافظي البنوك المركزية في دول المجموعة.
الرئيس أردوغان مصافحا الملك المفدى عقب تقليده وسام الجمهورية في أبريل 2016م
: الرئيس التركي وخادم الحرمين الشريفين خلال مراسم الاستقبال الرسمي في القصر الرئاسي بأنقرة في أبريل 2016م
خادم الحرمين الشريفين مستقبلا الرئيس التركي في ديسمبر 2015
خادم الحرمين الشريفين مستقبلا الرئيس التركي في ديسمبر 2015
ولي ولي العهد والرئيس أردوغان على هامش قمة العشرين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.