هاجمت قوات تابعة للحزب الديمقراطي لكردستان إيران، السبت، مقراً للحرس الثوري الإيراني في مدينة بيرانشهر شمال غرب البلاد، ما أدى لمقتل أكثر من 30 عنصراً من الحرس وعدد من الجرحى. وقال عضو المكتب السياسي للحزب، سيبان مجيدي: إن الحرس الثوري كان يحضر ويجمع قواتها في مدينة بيرانشهر لشن هجوم واسع النطاق على القرى الكردية الواقعة حوال المدينة، واشار مجيدي إلى أن معلومات الحشد وصلت إليهم قبل بدء العملية العسكرية، لذا بادرنا بقصف مواقع الحرس الثوري داخل معسكراتهم. يذكر أنه منذ بداية 2016 بدأت الأحزاب الكردية بتحركات عسكرية جديدة بعد وقفها إطلاق النار لمدة عقدين والذي جاء وفقا لدوافع سياسية داخلية و خارجية. الباحث السياسي الكردي سوران خدري أشار في تصريح خص به «اليوم»: إنه بعد انتفاضة الاكراد في اقليم كردستان العراق، ضغط النظام الإيراني علي حزب الاتحاد الوطني برئاسة جلال الطالباني بأخذ خطوات عملية لإقناع الأحزاب الكردية بوقف الكفاح المسلح، وفي بداية الأمر لم تقتنع الأحزاب الكردية بطلب طالباني، حتى بدأ الحرس الثوري الإيراني جمعه لقوات عسكرية متوجها بها نحو معسكرات الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني في إقليم كردستان العراق، ومن أجل حماية الاقليم سياسياً واقتصادياً تم وقف الكفاح المسلح من قبل الأحزاب الكردية. وبالنسبة للدافع السياسي الداخلي، فإن النظام الصفوي كان قد أشار مراراً إلى أن الوضع الأمني و الاجتماعي في كردستان ايران ناتج عن الصراع العسكري بين الأحزاب الكردية والحرس الثوري الإيراني، ولإثبات حسن النية توصلت الأحزاب الكردية الايرانية الي حل سياسي - دبلوماسي سلمي للقضية ، والتي لم تطول كثيرا حتى ظهرت نية النظام باغتياله لروساء الأحزاب الكردية في أوروبا. وذلك رغم ايقاف الكفاح المسلح من جانبها ، إلا أن النظام الصفوي اتبع نفس اسلوب المناورة والخداع الذي اتخذه كقاعدة للتقرب من القضية الكردية في بداية الثورة الإيرانية. واشار سوران خدري إلى أن الأحزاب الكردية رغم نحوها للحل السلمي، وتقليلا للضغط الأمني والسياسي والاقتصادي على الشعب الكردي ، الا ان النظام استفاد بزيادة ممارسات العنف والاعتقالات بحق الشباب الكردي. ولذلك بدأنا العودة لاستخدام القوة العسكرية دفاعاً عن شعبنا الواقع تحت اضطهاد نظام الملالي. وأوضح خدري أن الأحزاب الكردية تعلم بأن المنطقة في مرحلة انتقالية سياسياً، وعسكرياً واقتصادياً، واستغلالا لهذا الوضع يحاول النظام الاستفادة من فقدان الاستراتيجية الدولية والإقليمية لحل القضية السورية، لذا نجده يسعى لتوسيع بقعته السياسية وبسط هيمنته علي منطقة الشرق الاوسط. وشدد على أن انتصار النظام في هذه المرحلة يعني نهاية أمن الاكراد والشعوب المضطهدة من قبل الاحتلال الإيراني، وأبان أن الأحزاب الكردية تعتقد أن محاربة النظام الملالي يجب أن يبدأ من الداخل بانتفاضة الشعب الكردي. وبين بالاني أن تصريحات الخبراء الإيرانيين توضح مدى توجس النظام من التحركات العسكرية التي تقوم بها قوات البشمركة داخل ايران، وأضاف بأن الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني مصر على استخدامه للقوة في كل المدن ، من اجل كسر هيبة النظام داخلياً، وإرسال رسالة واضحة للنظام بأن الاعتقالات والإعدامات التي تقوم بها بحق الناشطين الاكراد ستجد ردا حاسما منهم . وأشار خدري إلى انه يشكل جزءا مهماً في هذه المرحلة، مبديا اسفه لعدم امتلاك الاكراد لقوة عسكرية كافية للعمل على التغيير داخلياً أو خارجياً. وقال: إن لدى الاكراد المقومات والقوة لوقف استراتيجية إيران، في حال حصولهم على بعض المساعدات من الدول التي تعاني من نفس التدخلات الايرانية، موضحا أن لدى الاكراد وبعض دول المنطقة مصالح مشتركة، وطالب بتوفر تنسيق بين الأحزاب الكردية وتلك الدول لوقف توغل إيران في المنطقة. وفي تناقض مضحك بعد هزيمة قواتهم على ايدي مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردي، زعم جمال برستار، قائد لواء أنصار المهدي 36 في محافظة «زنجان» التابع للحرس الثوري والمستقر حاليا في شمال غرب إيران، انتصارهم في المعارك بين الحرس الثوري وحزبي حياة كردستان والديمقراطي الكردستاني. وقال «برستار»: إننا أمنا حدودنا بشكل مطلق مثل ما أوصى به خامنئي. وأردف قائلا: إن قوات الحرس الثوري المستقرة هناك واعية ومتيقظة بشكل كامل، وهي تراقب وترصد كل تحركات الأعداء بالقرب من حدودنا الشمالية الغربية.