لا يستبعد الشاب محمد الهلال « 23 عاماً « الذي يعيش ظروفاً صعبة بأن يقدم على التضحية بأغلى ما يملك في هذه الدنيا مقابل توفير المال الذي سوف ينهي معاناته و يسد حاجته ويؤمن لقمة عيش أسرته خاصة أن هذا الشاب « محمد « و التي تكالبت عليه مصاعب الحياة عندما بدأ الحديث معنا كان الألم يعتصره و الحسرة على محياه واضحة حيث يقول:» ينبغي علي أن أضحي بكل ما أملك و الا سوف يضيع والدي الطاعن في السن « 70 عاما « و العاجز عن العمل ووالدتي المريضة « 65 عاماً» و أخوتي « 14 فردا» والذين يعيشون جمعيهم في مسكن متهالك بإيجار سنوي يصل الى « 18 ألف ريال» وأضاف الهلال : « سوف أكون خلف القضبان في حال لم أقم بسداد المبالغ المتراكمة عليَ ، وحاجتي إلى المال دفعتني للتفكير في بيع أي عضو من أعضاء جسمي من أجل سداد الديون والتي تبلغ نحو « 50 ألف ريال» ولا أملك ما يسد عني هذه الديون ولذلك سوف أضحي بأغلى ما أملك «، ويضيف الهلال :» أن سبب تراكم هذا الدين كان لكثرة مراجعتي في بعض الأحيان للمستوصفات الخاصة بغرض علاج ورعاية والدي، بالإضافة إلى توفير متطلبات أخوتي، وبين محمد أنه العائل لأسرته ويقول:» أنا الوحيد من أفراد أسرتي الذي لديه وظيفة ويتقاضى منها راتب شهري أما بقية أخوتي فمنهم مازال عاطلاً ويبحث عن العمل، ومنهم من لا يزال صغيرًا في السن»، مبينا في حديثه:» أنه وجد نفسه في هذه الحالة مضطراً بأن يترك مقاعد الدراسة و هو في المرحلة المتوسطة ليبدأ رحلة البحث عن عمل مناسب له، حيث يقول:» بعد جهد متواصل دام لأكثر من سنتين تقريباً تخللتها بعض الصعوبات من خلال الالتحاق بالعمل في بعض الشركات في القطاع الخاص بمرتبات شهرية زهيدة قد لا تصل في بعض الأحيان إلى « 1500ريال شهرياً» إلا أنني تمكنت مؤخراً من الحصول على وظيفة حارس أمن براتب شهري يصل إلى» 2500 ريال شهرياً « ويضيف محمد « إن ما أتقاضاه من دخل لا يكفي لسد احتياجاتنا جميعاً، فكيف لي أن أسدد تلك الديون ، ولهذا السبب أجدني مضطرًا لأن أبيع الغالي والثمين مما أملك مقابل سد العوز الذي نعاني منه أنا وأسرتي.