العارفون بالسياسة الإيرانية منذ انطلاق ثورة الخميني، وتحوُّل الدولة إلى ثورة، وما ترتب على هذا من حروب وتدمير ونشر الفوضى في المنطقة، يستطيعون معرفة الأكاذيب الإيرانية وقدرة مؤسسة الثورة على اختلاق الأكاذيب. المشكلة أكبر مع الشعوب التي لا تعرف مسلسل الأكاذيب الإيرانية، لذا فإن جواد ظريف في المقال الذي نشره في النيويورك تايمز مؤخرًا يستثمر اختلاط الحقائق بالأكاذيب التي تزدهر في فترات الاضطراب السياسي وتعدد مصادر المعلومات؛ ليستمر في ترويج أكاذيبه عن السعودية. الإيرانيون الخمينيّون نخشى انطلاء أكاذيبهم على البسطاء في الدول الغربية عبر تطبيقهم المحترف الخبيث لمشروع الدعاية النازي الذي جاء به جوبلز وزير الدعاية لدى هتلر وهو: اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدق الناس. هذا المشروع حقق نجاحه الأولي في الترويج لمشروع النازية، وهو نجح في ترويج ودعم الصهيونية، وهو الآن ينجح في ترويج (الخمينية) الثورية. أيضًا خطة تتابع الأكاذيب تنجح مع دونالد ترامب، فأكاذيبه اليومية تمرُّ على البسطاء من الناس بسهولة مع كثرة تدفق المعلومات عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فالناس يصعب عليهم التفريق بين الحقائق والأكاذيب، وعادة يستقبل البسطاء والمنشغلون في حياتهم اليومية المعلومات على أنها حقائق نهائية، وقد يصعب الوصول إليهم لتصحيح المعلومات ونفي الأكاذيب. مقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في النيويورك تايمز يأتي في إطار خطة الدعاية والأدلجة السياسية المستمرة للثورة الخمينية، وهذه الدعاية نجحت ببراعة في شق صف التشيُّع العربي، وتركِّز جهودها الآن لشق الصف السُّنِّي عبر اختلاق كذبة (الوهَّابية) والتركيز عليها في مشروع الدعاية الإيرانية التي تتوزع الأدوار فيه بين السياسيين ورجال الدين والباحثين في مراكز الدراسات الغربية، ونشطاء المجتمع المدني. المؤسف أن خطة الدعاية الإيرانية لربط السعودية بالوهَّابية، وربط الوهابية بالإرهاب تجد مَن يستمع لها ويتأثر بخطابها، بعد أن تركنا الساحة لوكلاء البروبوجندا الإيرانية يخترقون المؤسسات المرجعية المؤثرة في الرأي العام المحلي والعالمي، وبالذات في الصحف وشبكات التلفزة والإذاعة العالمية. قوة إيران ليست فيما تروِّجه وتسوِّقه عن الآخرين، بالذات عن السعودية، وكذبة دعم الإرهاب، فبيتها من زجاج في أمور عديدة، وهي مُدانة من المؤسسات الدولية، كما أن أحزابها الحليفة وميليشياتها التابعة تُمارس الاٍرهاب والتطهير العرقي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وما زالت مؤسسات القمع الأمنية الخمينية تمارسه في الأحواز ضد العرب، شيعة وسُنَّة. هذا الضجيج الذي تُحدِثه يُسمَع؛ لأنها تتحرك مرتاحة في منطقة فراغ، ولا تجد مقاومة! طبعًا الواقع يؤكد أن حبل الكذب واهن وقصير، وهذا صحيح بالنسبة لنا في المنطقة، فقد اكتشفنا الكذبة الخمينية الكبرى، لكن علينا أن نعمل على مساعدة الشعوب التي تربطنا معها العلاقات الحسنة والمصالح الإيجابية على سرعة اكتشاف الكذبة الإيرانية.