شدني اللقاء الخاص الذي أجرته قناة (MBC) مع صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني خلال زيارته التفقدية لقواتنا العسكرية في المنطقة الشمالية، حيث أكد حفظه الله على أن قواتنا العسكرية الباسلة قادرة على الدفاع عن كل شبر من أراضي المملكة بكل قوة وكفاءة واقتدار وليس هناك حاجة للتجنيد كما نفى الإشاعات التي تتردد حول الاستعانة بقوات أجنبية للدفاع عن حدود المملكة وأكد أن من يحمي الوطن هم أبناء الوطن ولا وجود للأجانب إلا في بعض جوانب التدريب فقط ولكنه عاد وأكد أن الوطن بحاجة فعلا إلى جيوش الفكر وليس الجيوش العسكرية التقليدية. وطالب رجال الفكر والعلماء والإعلام وأبناء الوطن عموما إلى تحمل مسؤولياتهم في المساهمة في حماية الوطن من أي أفكار دخيلة تزرع الفتنة أو تغرر بالأطفال والشباب نحو الهاوية والمشاركة في حروب خاسرة ووطن غير وطنهم وطالب بالتوعية الإعلامية المستمرة من هذه الأخطار والدسائس والشائعات والأكاذيب التي تهدف إلى التضليل، وهدم القيم والمبادئ وتهديد الأمن والاستقرار. والحقيقة أن مصطلح ( جيوش الفكر) الذي أطلقه سموه يحتاج منا إلى وقفة جادة وعزيمة صادقة وإلى تبني ما ينطوي عليه هذا المصطلح من معان وأهداف سامية ولعلي هنا أتذكر ما سجله التاريخ لنا من بعض المفاهيم والأفكار الكاذبة التي أدت في النهاية إلى دمار مسوقيها . انظر إلى مقولة وزير الدعاية الألماني النازي جوزيف جوبلز عندما قال ( أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدق الناس) ولاشك أن الكذب قد يتكرر وبطرق وأساليب مختلفة وقد ينجح مروجه وينطلي على بعض الناس ولكن سينكشف أمر الكاذب إن آجلا أو عاجلا ويرتد على فاعله ولقد كانت نهاية هذا النازي الانتحار مع زوجته وأبنائه الستة. فالحق أحق أن يتبع. ومن هذا المنطلق حري بنا نحو السعي إلى وحدة الفكر السليم والصحيح والبعيد عن أي مؤثرات تهدف إلى زعزعة وتماسك نسيجنا الاجتماعي ووحدة تراب هذا الوطن وأهله فهناك من يسعى، بل ويتمنى من شق الصف وإثارة القلاقل وزرع الفتن وخاصة عندما يجد الأرض الخصبة لذلك. فلا حياة آمنة ومطمئنة بدون وطن آمن ومستقر.