استبشرنا مؤخرا بقرار تاريخي للمرأة السعودية وهو تعيين صاحبة السمو الملكي الاميرة ريما بنت بندر آل سعود في منصب وكيل الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة، وهو قرار يصب في مصلحة المرأة السعودية جوهريا ويفتح آفاقا نحو إظهار التربية البدنية النسائية وانتشارها مع تقنينها، كما لا يخفى علينا الاثر الكبير الذي سيتضح مع تفعيل الرياضة النسائية في السعودية مستقبلا من عدة نواح. ان مشاركة النساء اللاتي هن شقائق الرجال في العملية الرياضية لها ايجابيات لا يكفي مقال واحد لسردها بسبب كثرة الجانب المضيء الايجابي، وسأحصر هنا الحديث عن الجانب الاستثماري المادي، وهل رياضة المرأة تعود بالنفع وتسجل ايرادات قياسية ام انها ذات جانب يسجل مصروفات وخسائر دون ارباح فقط؟، المتابع للأرقام التي تصدر من البطولات النسائية العالمية يجد ارقامًا خيالية في تحقيق مكاسب مادية سواء من الرعاية او من اعداد الجمهور وغيره، فمثلا المنتخب الالماني النسائي لكرة القدم يحصد سنويا مبالغ مجزية من الدوري المحلي والعالمي وحصد عدة جوائز اضيفت الى خزنة الرياضة الالمانية ولكن كيف نجحت المانيا في ذلك؟ هناك عوامل ساعدت في نجاحها اذكر على سبيل الحصر إنشاءها اكاديميات رياضية نسائية بالشراكة مع المسؤولية الاجتماعية، وكذلك مع رجال وسيدات الاعمال الذين يدعمون ويستثمرون ايضا في هذه الاكاديميات التي تهدف في إطار قيمها ومبادئ عملها إلى المساهمة في تحقيق رؤية الحركة الأولمبية ومهمتها. وسوف تسعى الأكاديميات الرياضية النسائية المحترفة الرسمية إلى المساهمة في تطوير الرياضة في السعودية خصوصا ان القرار اتى بكريا وليس قديما ما يعني سرعة التناول والتفاعل مع الاعداد الراغبة في المشاركة من النساء بشكل مخطط ومرتب وليس عشوائيا يفقده الجدية منذ البداية وذلك نراه ايضا في الاكاديميات الاوروبية الحديثة التي اصبحت مركزا تربويا معرفيا في المستويين الوطني والإقليمي، وأن توفر أسسا للتعلم، في إطار دور الهيئة التطويري الوطني للرياضة النسائية سيعزز من مكانتها عالميا، كما يجب أن تصبح مركزا للبحث والتفكير الأكاديمي في المجال الرياضي والأولمبي بالمنطقة العربية ويستفاد منها من خلال اقامة الدورات والورش التعليمية في المجال الرياضي الخاص بالنساء. العمل المنظم بإعداد خطط في الرياضة النسائية سيحقق ايرادات تكفي ما تصرفه الهيئة، بالإضافة الى ارباح وذلك نتيجة الشغف الرياضي الذي تعيشه المرأة السعودية بعد ان كانت لا تراه على ارض الواقع فتصبح متشوقة لحضور الفعاليات الرياضية النسائية في بلدها وستكون ذات مشاركة فعّالة، ونحن كنساء سعوديات متفائلات لهذا القرار الوطني، واستطيع ان اجزم بأن نساء الوطن على اتم الاستعداد للرقي بالرياضة النسائية وإنجاحها في كافة المهرجانات الرياضية، خصوصًا ان العنصر النسائي يشكل عنصرا رئيسيا وأساسيا في عملية النهوض الذي يوافق الرؤى المستقبلية والتسويق الذي يعتمد عليه الاستثمار الرياضي كما نراه عالميا.