تعود الرياضة النسائية السعودية إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الأصوات المطالبة بها في الداخل وضغط أصوات من الخارج، ممثلة في اللجنة المنظمة لأولمبياد 2012، التي حذرت من استبعاد الدول التي لا تشارك بوفد نسائي، وتشير بذلك إلى السعودية وقطر وسلطنة بروناي. ويبدو أن التيار الديني والاجتماعي المعارض أصبح من الماضي بعد أن مكث طويلا في وجه الأندية النسائية وإدراج مادة التربية البدنية في المدارس، وخاصة بعد ما أكد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن المرأة السعودية ستشارك في أولمبياد 2012 وفق ضوابط الشريعة الإسلامية. ومن جهة أخرى ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن اللجنة الأولمبية الدولية باتت واثقة من نية السعودية وقطر وبروناي التي لم يسبق لها المشاركة بفرق نسائية في الأولمبياد المشاركة في النسخة المقبلة التي تحتضنها لندن. الرياضة النسائية ترى النور قريباً الفتاة ممنوعه من ممارسة الرياضة في المدارس الحكومية مع أنها تمارسها في المدارس الخاصة قال عضو مجلس الشورى د.عبدالله العسكر في اتصال مع "العربية نت" إن هناك توجها من الإدارات التنفيذية في الدولة، متمثلة في وزارة التربية والتعليم لإدراج مادة التربية الرياضية كمادة مقررة في مدارس البنات مع رياضات بسيطة تتناسب وقدرات الطالبات والبنية التحتية للمدراس، فيما تتهيأ المدارس مستقبلا لإعداد صالات رياضية. وقال أيضا "إنها سترى النور قريباً بعد اجتماع أعضاء مجلس الشورى للجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب مع الرئيس العام لرعاية الشباب قبل يومين، والتي ناقشوا فيها ملف الرياضة السعودية بشكل عام، ومنها ملف الرياضة النسائية". ويعيش المجتمع السعودي ازدواجية، فالفتاة ممنوعة من ممارسة الرياضة في المدارس الحكومية، مع أنها تمارسها في المدارس الخاصة، وتمنع الأندية النسائية وتنشأ مراكز وأندية تحت مسمى مراكز صحية وعلاج طبيعي، وإذا تم تنفيذ القرار بالسماح للأندية النسائية ومقررات الرياضة البدنية فإن ذلك سيجد حلاً لتلك الازدواجية. كما أن رعاية الشباب لم تتبنَ الفرق الرياضية النسائية، ولم تساهم فيها أو تعترف بها رسميا إلا أن هناك فرق كرة قدم وسلة تقيم دوريات وكؤوس وجوائز فيما بينها، وهناك فارسات سعوديات، وقد تلجأ لهن رعاية الشباب في المشاركة بأولمبياد 2012. مطالبات نسائية في الوقت نفسه تطالب شرائح من نساء المجتمع وفتياته بأندية نسائية ومادة التربية الرياضية في المدارس، بغض النظر عن المشاركة في المحافل الدولية، لحاجتهن الماسة لممارسة الرياضة وتحقيق الصحة البدنية لهن، حيث تشتكي النساء من السمنة وغلاء أسعار الأندية الرياضية مقارنة بالرجال. تروي سارة البازع معاناتها مع بناتها الثلاث اللاتي أصبحن في عمر الزواج، وهن يحملن وزناً زائداً بسبب المكوث الطويل أمام الإنترنت أو أمام التلفاز دون حركة، وتقول "لا أندية قريبة في الحي ولا ممرات للمشي هيئتها البلدية ولا حصص رياضية تربي البنت على ثقافة الرياضة وتغرس فيها حب الحركة". وترى إيمان الخالدي، الطالبة الجامعية أن "مشكلة الرياضة في السعودية بين طرفي نقيض، إما الدعوة للانفتاح والمشاركة الخارجية وبدون قيد، أو الدعوة للقرار في البيت وتجريم من تمارس الرياضة". السعودي يفضل الرشيقة وتنادي إيمان وصديقاتها بممارسة المرأة الرياضة مثلها مثل نساء العالم في النادي والمدرسة كثقافة وصحة للجسد، وأن تسعى الحكومة جادة لبذل حلول لمشكلة السمنة لدى المرأة السعودية، وقلن بصوت واحد "الرجل السعودي يفضل الرشيقة". وقد حذرت جمعية السكر والغدد الصماء في السعودية من زيادة نسبة البدانة التي بلغت نحو 70% بين السعوديين رجالاً ونساء، كما جاء في تقارير منظمة الصحة العالمية أن المملكة تتصدر النسبة الأعلى في العالم بمرض السكري من النوع الثاني المرتبط بالسمنة. الرياضة مهمة صحياً ونفسياً للمرأة ويعتقد أكاديميون وتربويون أن الرياضة مهمة للمرأة صحيا ونفسيا، وخاصة للفتاة في شغل وقت فراغها، عوضا عن الجلوس على الإنترنت لفترات طويلة، أو المشي في الأسواق، أو متابعة ما تبثه القنوات الفضائية من تسطيح للأذهان وسمنة في الأبدان. وترى الأستاذة بجامعة الملك سعود د.عائشة أبوالجدايل أن للرياضة فوائد سيكولوجية، حيث تعمل على تخفيف التوتر النفسي وبعث السعادة عند العدائين والمرح، فضلا عن الفوائد الصحية الكثيرة. وتضيف أن التيار المعارض للرياضة النسائية هو تيار تقليدي، وقالت إنه "يعارض بسبب تراكمات اجتماعية في نفسه، ويسعى لفرضها على المجتمع". رأي آخر على النقيض من آراء إيمان وصديقاتها، توجد مجموعة أخرى من الطالبات وربات البيوت ترى أن انتشار الأندية للرجال وحصص الرياضة للأولاد لم تخفف نسبة السمنة لديهم، حتى تخفف من نسبتها للمرأة، ويحملون أيضا توجه بعض الفتاوى التي صدرت من بعض أعضاء هيئة كبار العلماء، التي تفتي بحرمة ممارسة البنات للرياضة في المدارس". قالوا فيها إن "النساء وظيفتهن الجلوس في البيوت وتربية الأولاد"، واعتبروها من "المفاسد"، وأنها خطر عليهن وعلى عفتهن، وذلك في مسألة "القفزات التي من شأنها أن تكون سبباً من أسباب ذهاب بكاراتهن".