وسطنا الرياضي يزخر بالمتناقضات، فما فتئنا نردد " العقل السليم في الجسم السليم "،وأن اللاعب يحتاج للأكل الصحي والنوم المبكر والابتعاد عن السموم، وأن ننتهج الاحتراف الصحيح مع اللاعبين. وبرامجنا الرياضية تبث في ساعات متأخرة من الليل وننادي بالنوم المبكر..!! ننادي بالتزام اللاعبين بالغذاء الصحي، ورؤساء الأندية أول من يخالفه بتقديم المفطحات احتفالا باللاعبين..!! والتدخين ... وما أدراك ما التدخين! هذه آلافة المنتشرة بين اللاعبين، وهي الفاتك الرئيسي بصحة اللاعب ( وازرقاق شفاههم ينذر بما في صدورهم من بلاء )، والانكأ أن منهم يدخن داخل النادي غير آبهٍ بصحته وبنظرة النشء له. كما إن التدخين في العادة يمهد الطريق للمخدرات، فما كشفه برنامج " كوره على روتانا " من خلال تقرير ( أُعِدَّ بمهنية واحترافية متناهية وجرأة في الطرح) لاعترافات أحد المروِّجين بأن هنالك لاعبين مشهورين يتعاطون هذه السموم.. وأوضح التقرير سبل وأسباب استهداف هؤلاء المجرمين للّا عبين، لضخامة عقودهم وصغر سنهم وقلّة خبرتهم عن طريق رفاق السوء..!! وإن صدَقَ ما جاء في ذلك التقرير، فنحن أمام مصيبة عظيمة..!! فهل كشف التقرير الغطاء عن الزيف المعطر..؟! الأكيد أنهم علقوا الجرس... فهذا الأمر كان يتداول على استحياء، لعدم وجود إثبات على ذلك، ونشكر الأخوة القائمين على هذا البرنامج لتسليطهم الضوء على هذه المعضلة كيلا نفيق ذات صباح على طامة كبرى..!! برامجنا الرياضية تبث في ساعات متأخرة من الليل وننادي بالنوم المبكر..!! ننادي بالتزام اللاعبين بالغذاء الصحي، ورؤساء الأندية أول من يخالفه بتقديم المفطحات احتفالا باللاعبين..!! وبقي الدور علينا جميعا أن نواجه هؤلاء المجرمين، وأن يقوم كلٌّ في مجاله لمحاربة انتشار هذه السموم، وأنا هنا أناشد أمير الشباب نواف بن فيصل بأن يُكمل ما بدأه والده الراحل الأمير فيصل بن فهد " رحمه الله " منذ عدة أعوام بإطلاقه حملة " لا للمخدرات " للتوعية من مخاطر وأثار هذه السموم، زيّن بها صدور اللاعبين.. وأن ينقلها من التوعية إلى المواجهة، بتبني إلزام اللاعبين ووكلائهم والعاملين في الأندية بإجراء التحاليل للكشف عن المخدرات والمنشطات، وأن يكون الوسط الرياضي قدوة لباقي الأوساط، ومساهماً فعّالا في نشر ثقافة " لا للمخدرات " فعلا وقولا، مقتدياً بما قامت به وزارة الداخلية مشكورةً بإلزام أفرادها بإجراء التحاليل. ولنجسِّد مقولة بأن الرياضة رسالة يحملها نجومها وكافة العاملين بها، ولْنكن سدا منيعاً في وجه كل من يستهدف شباب هذا الوطن الغالي بسوء، فتطبيق نظام الكشف عن المخدرات لا يعني بأننا جميعاً مبتلون بهذه السموم، لكنها خطوة أساسية في ردع انتشارها في هذا الوسط الحساس، لكون أفراده قدوة لشريحة كبيرة من الشباب والمراهقين... وان يكونوا قدوة حسنة لهؤلاء الشباب، وديننا الحنيف يحثنا بالتعاون على التقوى. وان تكثيف البرامج التي تبين للمتعاطي سبل الخلاص من هذه السموم، مرفق بها صورٌ عن الحياة داخل دور العلاج ..والأجنحة المخصصة لهم والمحاطة بالسرِّية التامة، والبعيدة عن أعين المتطفلين، والمتوفر بها البرامج الرياضية لتسهم في محافظتهم على لياقتهم، وتسرع في عودتهم للمشاركة مع زملائهم. ومقابل للوجه القبيح الذي كشفه التقرير، يسطع وجه آخر لثلّة ممّن هم أهل للثقة والقدوة الحسنة من اللاعبين يزخر بهم وسطنا الرياضي ولله الحمد ( ولا نزكي على الله أحدا )، فإن تطبيق الاحتراف يحتِّم متابعة اللاعب داخل وخارج النادي، وأن تكون حياته ضمن برامج مُقنّنة ومدروسة. أختم وكلّي أمل بأن يفعل نظام الكشف عن المخدرات في وسطنا الرياضي وكافة مجالاتنا وقطاعاتنا، بإقرار الكشف قبل الزواج وقبل الالتحاق بالوظائف الحكومية والأهلية..؟؟