أعلن وزير الخارجية عادل الجبير، أنه تم التوصل إلى خارطة طريق جديدة لحل الأزمة في اليمن، وشدد على رفض المملكة العربية السعودية كل الخطوات الأحادية من الانقلابيين. وأكد على اهتمامها بتسوية أزمة اليمن سلميا، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني. من جانبه كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جدة، أمس، عن خطة جديدة أقرها وزراء دول مجلس التعاون الخليجي وبرعاية الأممالمتحدة، تتضمن إطلاق مفاوضات اليمن المتوقفة منذ السادس من أغسطس، وفقا لمقاربة جديدة، تقضي بسحب الميليشيات من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، ونقل جميع الأسلحة الثقيلة ومنها الصواريخ البالستية من الحوثيين والميليشيات المتحالفة معهم إلى أطراف ثالثة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكد كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية عادل الجبير أن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيبدأ على الفور سلسلة مشاورات مع الأطراف اليمنية. فيما سيطر الجيش اليمني أمس على جبال المداوير الإستراتيجية المطلة على نهم - شرق صنعاء. وطالب كيري، الميليشيات الحوثية، بقبول المقترحات الجديدة للحل، مشيرا إلى أن الحوثيين يشكلون أقلية في اليمن. وأكد أن دول مجلس التعاون اتفقت على ضرورة تزامن المسارين السياسي والعسكري في التسوية السياسية في البلاد. وشدد على أن ارسال إيران صواريخ للانقلابيين الحوثيين وحلفائهم «لا يمكن أن يستمر». وأوضح كيري في المؤتمر أن تنفيذ الخطة الجديدة، سيبدأ بعقد جلسة مشاورات بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وكافة أطراف الأزمة اليمنية. وقال: إن «التهديد الذي يشكله إرسال الصواريخ وغيرها من الأسلحة المتطورة الى اليمن من قبل ايران، يمتد ابعد من اليمن بكثير، وهو ليس تهديدا للمملكة العربية السعودية والمنطقة فقط. هو تهديد للولايات المتحدة ولا يمكن أن يستمر». حق السعودية في الدفاع وأكد على حق السعودية في الدفاع عن مواطنيها من الصواريخ ومحاولات التسلل، وشدد على إجماع كافة الأطراف على ضرورة حل الأزمة في اليمن بالطرق الدبلوماسية، وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن استمرار شحن الصواريخ إلى اليمن يهدد أمن المنطقة، وأعلن أن السعودية وأمريكا تتشاركان في القلق حيال المأساة الإنسانية في اليمن. وطالب بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء البلاد. وأبان أن عودة الاستقرار إلى اليمن ضروري لمواجهة «القاعدة» و«داعش» بالمنطقة. من جانبه، طالب وزير الخارجية عادل الجبير، الميليشيات بفك الحصار على المدن والسماح بإدخال المساعدات. وقال، إن الانقلابيين استولوا على المدن اليمنية بقوة السلاح. وأضاف إن السعودية تدخلت لحماية الشرعية في اليمن؛ حتى لا تقع البلاد في قبضة ميليشيات حزب الله وإيران. مشددا على أن المملكة رفضت خطوات ميليشيات الحوثي وصالح «الأحادية في اليمن لإنشاء مجلس رئاسي». وأردف أن التحالف العربي الداعم للشرعية باليمن بقيادة السعودية يواجه «ميليشيات متشددة» كانت قد احتلت صنعاء «بالقوة وليس بصناديق الاقتراع»، مشيرا إلى أن المتمردين يريدون السيطرة على البلاد. اليمن تتصدر الاجتماعات إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن اجتماعات الخميس حول قضايا المنطقة كانت بناءة ومثمرة، مشيرا إلى اجتماعاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزراء خارجية دول التعاون الخليجي. وكان وزير شؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية، توباياس إلوود، قد أعلن أن الأزمة اليمنية تصدرت سلسلة لقاءات عقدت في جدة، حضرها الجبير وكيري ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وولد الشيخ أحمد. وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعا مشتركا، بمحافظة جدة، أمس (الخميس)، برئاسة وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، مع كل من وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس إلوود، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمهورية اليمنية اسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وتم خلال الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، والجهود التي تبذل لإحلال السلام في اليمن. وعبر الوزراء عن دعمهم لجهود المبعوث الأممي لتحقيق الاتفاق على خارطة طريق في المستقبل القريب؛ للوصول إلى حل سياسي وأمني شامل في اليمن، وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. على صعيد آخر، أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني، الخميس، عن مقتل وجرح العديد من ميليشيات الحوثي وصالح، في غارات جوية للتحالف بمنطقة جبلية شرقي العاصمة صنعاء. وشنت المقاومة هجوما على الانقلابيين بمنطقتي «القتب» و«المدفون» مصحوبا بقصف للمدفعية الثقيلة للجيش الوطني. وفي السياق، دوت انفجارات عنيفة هزت العاصمة صنعاء، بعد قصف مقاتلات التحالف لمواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية. في منحى ثان، تجددت المعارك بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، في الأحكوم جنوب مدينة تعز (وسط اليمن).