تراجعت مبيعات السيارات المستعملة بنسبة 40%، مقارنة بالعام الماضي بسبب منع استيراد السيارات المستخدمة إلى المملكة من قبل مصلحة الجمارك والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس جراء تطبيق نظام استهلاك الوقود «كفاءة الطاقة». وأكد نائب رئيس لجنة السيارات بغرفة الشرقية يوسف الناصر أن تراجع مبيعات السيارات المستخدمة ليس بسبب رفع الدعم عن الوقود بدليل أن هناك مستهلكين ما زالوا يفضلون شراء السيارات التي تبلغ سعة محركاتها 8 سلندرات، وإنما بسبب الشائعات التي تملأ السوق حاليا وتشمل أيضا السيارات الجديدة، إضافة إلى اشتراط تطبيق نظام استهلاك الوقود. فيما أوضح مورد أجنبي أن منع استيراد السيارات الأمريكية المستخدمة إلى المملكة جراء نظام استهلاك الوقود الذي طبق على السيارات المستخدمة جعل عددا من تجار السيارات المستعملة يخرجون من السوق لتراجع الدخل. وقال المستثمر الأمريكي ومصدر السيارات المستخدمة أحمد البنداري: إن وضع سوق السيارات المستعملة بأمريكا تراجع كثيرا عن السابق نتيجة تراجع أسعار النفط الذي أثر على الاقتصاد العالمي والتجارة في جميع المجالات وارتفاع الأسعار بالنسبة للسيارات المستخدمة، إضافة إلى قلة الطلب على الفئات التي كان يصل سعرها إلى 100 ألف مثل السيارات العائلية والفخمة، وهذه الأمور كلها أدت إلى تراجع المبيعات في معارض المملكة. وأضاف: إن السوق السعودي يعتبر من أفضل الأسواق في العالم حتى وإن تأثر بالأوضاع الاقتصادية العالمية، نظرا للتخطيط الحكيم والرؤى الاقتصادية المستقبلية من قبل حكومة المملكة، بدليل أن الأوضاع في كثير من القطاعات تحسنت عن الشهور الماضية، ماعدا قطاع السيارات المستخدمة الذي لا يزال يعاني كثيرا بسبب تعقيد الإجراءات من بعض الجهات الحكومية مثل مصلحة الجمارك والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس فيما يخص تقييد الاستيراد من خلال تطبيق نظام استهلاك الوقود الذي من المفروض أن يكون أولا على السيارت الجديدة وإلزام المصانع العالمية التي تورد إلى أوروبا وأمريكا سيارات تعمل محركاتها بالكهرباء والوقود معا منذ سنوات لتقيل الاستهلاك. وأشار إلى أن السوق الأمريكية تعتبر جيدة لأن الاقتصاد الأمريكي قوي جدا وكل المؤشرات توضح ذلك مثل فوائد الدولار الأمريكي التي تواصل ارتفاعها نظرا لقوة هذا الاقتصاد الذي ينعكس على تجارة السيارات الجديدة والمستعملة. وبين البنداري أن انخفاض الأسعار يعتبر أمرا طبيعيا، ولكن ليس كما يعتقد البعض نظرا لقوة الاقتصاد الأمريكي وزيادة الطلب على السيارات المستخدمة في أمريكا، فجميع المصدرين إلى المملكة لا يمكنهم توريد السيارات بالأسعار التي يتمناها المستهلك في المملكة. ونوه إلى أن هناك أنواعا من السيارات تم منع دخولها من قبل مصلحة الجمارك وهيئة المواصفات خصوصا التي يفضلها المستهلك المحلي مثل الكاديلاك (إسكاليد) واليوكن (الدينالي)، وهذا الأمر بلا شك سينعكس سلبا على أسعار السيارات التي دخلت إلى المملكة قبل صدور القرارات الأخيرة بحيث ستزيد بمقدار 20% عن الأسعار المعروضة الآن لأنه لا يمكن لأحد أن يستورد تلك سواء كان تاجرا أو مواطنا في ظل ارتفاع الطلب عليها.