يحدثني أحد المواطنين السعوديين الذين رزقوا هذا الأسبوع مولودا في مستشفى من مستشفيات الولادة في إحدى مدن الأطراف الكبرى، ويبعد 600 كيلو متر عن المدينة التي يتواجد فيها، بأن أخا زوجته اتصل عليه يخبره بأن الطبيب قال له: إن مولودكم مصاب بتشوه خطير في القلب، وإنه قد لا يعيش لفترة طويلة، ويجب أن يأتي لمراجعة المستشفى بأسرع وقت ممكن! اتصل الزوج المكلوم على الزوجة المنومة في المستشفى فوجدها بحالة نفسية سيئة، فقد أخبروها بتشوهات قلب صغيرها، وقاموا مشكورين بمحاولة تهدئتها وتثبيتها، بأن هذا قضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله! هنا ركب سيارته وقطع الستمائة كيلو متر وهو في حالة نفسية لا تحتاج إلى وصف، وتوجه مباشرة إلى المستشفى، للاطمئنان على زوجته، ولرسم خطواته القادمة مع مولود قد يحيا لساعات أو لأيام على أطول تقدير! دخل على الطبيب، الذي استقبله استقبالا جيدا عندما عرفه بنفسه، وبين أن الطاقم الطبي لا يستطيع فعل أي شيء للصغير، فتشوه القلب تشوه خلقي كبير، ولا إمكانية للحياة معه! شكر صاحبنا الطبيب على حرصه وحسن استقباله، وأخبره أنه مؤمن بالله، وبأن قضاءه لا يأتي إلا بخير، ولكنه يريد السؤال عن الإجراءات المطلوبة بالنسبة للصغير المريض! توجه الطبيب ووالد الصغير إلى الحضانة، وكانت المفاجأة للأب عند نظره لصغيره المريض أن اسم الام المكتوب عليه ليس هو اسم زوجته، وهنا أخبر الطبيب وطلب منه التأكد! طلبوا منه الانتظار، وبعد دخول وخروج، جاءه الطبيب، وقال: نحن آسفون! أخطأنا في الولد! ولدك أنت سليم ولا يعاني أي مشكلة، وتستطيع إخراجه وإخراج أمه من المستشفى الآن، وسنتواصل مع والد الصغير لنعيد عليه ما قلناه لك! انتهت الحكاية وأتمنى أن يكون المدعو الجديد هو الأب الحقيقي للصغير، وقد طلب مني صاحبها إن أردت الكتابة عنها ألا أخبر باسم المستشفى، فقد أنقذه الله، وقد وعد الطبيب بالستر! ومن باب الستر لن أكتب اسم المستشفى، ولكني أقدم هذه القصة الواقعية التي حدثت هذا الأسبوع لمعالي الوزير توفيق الربيعة، راجيا ألا يتأخر في خططه التطويرية لمستشفيات الأطراف خصوصا، وهذا ثمرة من ثمار الإيمان بالقضاء والقدر!.