«دم ابني لن يضيع هدرًا» بهذه العبارة تحدث والد الكابتن طيار خالد سليمان مطر الذي توفي في المنطقة الشرقية بعد أن وصل بالطائرة التي كان يقودها في رحلة عادية، إلى الدمام رغم شعوره بآلام شديدة أثناء تحليقه في الجو، حيث أبلغ برج المراقبة في محطة الوصول بوجود راكب بحاجة إلى تدخل طبي فور هبوط الطائرة، وكان هذا الراكب هو نفسه. وقال: إنه سيصعّد شكواه إلى أعلى مستوى مطالبا بالتحقيق مع المستشفى الذي رفض علاج ابنه خصوصاً وأن توجيهات وزير الصحة واضحة و صريحة بشأن استقبال جميع المواطنين الذين هم بحاجة لخدمات علاجية. وكان الكابتن طيار خالد مطر - على حدّ قول والده - قد دخل قبل بدء رحلته في نقاش "حاد" مع أحد مساعدي المدير العام حول القرارات الأخيرة التي عدلت بعض حوافز وبدلات الطيارين ومنها مزايا الطيران الليلي التي كانت تضاف للراتب بنسبة 5% ، بالاضافة إلى اعتبار ساعات الانتظار في مدينة غير التابع لها الطيار كل 24 ساعة ب ساعة طيران، وأمور أخرى. وأضاف الأب المكلوم: ابني صعد إلى الطائرة و هو متأثر بذلك النقاش مما أدى إلى ارتفاع ضغط الدم لديه، مشيراً إلى أنه كان في رحلة (إيرباص ثري تونتي) رقم 1115 متوجهة من جدة إلى الدمام، ومنهاإلى الطائف ثم العودة مرة أخرى إلى الدمام، وأبلغ مساعد الكابتن بحالته الصحية أثناء تحليقه في الجو، وعندها أعلن بين الركاب عن ما إذا كان هناك طبيب بين الركاب مفيدا بوجود راكب يحتاج إلى تدخل طبي، و لم يذع أنه هو من يحتاج للطبيب حتى لا يدبّ الذعر داخل الطائرة، غير أنه أبلغ غرفة العمليات في مطار الدمام بأنه مريض ويحتاج إلى طبيب. وعند إفراغ الطائرة من الركاب وصل الطبيب وقام بالكشف عليه، و كان التشخيص الأولي أنه يعاني من جلطة في القلب - حسب ما أكده شقيقه أحمد - وطلب الطبيب منه الذهاب للمستشفى لأخذ تخطيط قلب قبل الحكم على حالته، إلا أن المستشفى رفض استقباله بحجة أنه لا يتعامل مع الخطوط السعودية، ومن ثم انتقل إلى مستشفى آخر عن طريق حافلة السعودية غير المجهزة بالمعدات الطبية اللازمة حتى فاضت روحه وتوفي قبل الوصول إلى مستشفى المانع بالدمام الذي أثبت الوفاة. وكان مساعد المدير العام للعلاقات العامة بالخطوط الجوية السعودية عبدالله الأجهر قد نفى في تصريح نشرته "المدينة" في طبعتها الثالثة أمس الثلاثاء، أن يكون السبب هو النقاش الذي سبق الرحلة، مضيفا أن الوفاة طبيعية خاصة وأن الكابتن مطر قاد الطائرة من جدة إلى الدمام ومن ثمّ توجه إلى الفندق حيث داهمته الآلام ومن ثم انتقل إلى رحمة الله. وروى أحمد أن أخاه كان في يوم الوفاة وقبل خروجه من المنزل يلعب مع أبنائه، ولمنعلم شيئاً عن الموضوع حتى إتصل في المساء على زوجته وأخبرها أنه مريض وبصدد الذهاب للمستشفى، وكانت آخر كلماته لها "إنتبهي للأولاد إلى حين عودتي". وأضاف: عندما غسلنا أخي كانت هناك كدمات في صدره بما يقارب أربع كدمات بسبب الذبحة الصدرية التي تعرض لها، وعند دفنه دفن معه في نفس القبر طفل رضيع لم يكمل يومه الأول.