? ? انهض فما عاد السقوط يليق باسمك وهيبتك ومكانك وتاريخك. ? ? انهض أيها النوخذة الذي حكى البحر عن مغامراته وأسفاره، وعن لؤلؤه ومرجانه، وعن صوته ونهامه، وعن خارطة إبحاره. ? ? انهض أيها الفارس الذي صال وجال، وغنم وفاز، وانتصر بالأولويات. ? ? انهض.. فلم يعد للهائمين على (سيفك) القدرة على الانتظار لإطلالة (البانوش)، فقد أتعبهم النظر من بعيد، وأعياهم العشق الفريد. ? ? انهض.. فقد فرح الجميع على اختلاف ميولهم بعودة ألوانك لساحات (جميل) حتى العشب الأخضر ازدان بركضك رغم الرباعية، والمدرج حن لزمانك الزاهي، رغم ألم البداية. ? ? انهض.. يا سفير الشرق، وعندليب البحر، واللحن الطربي الذي لا يمل سماعه مع تقدم الأزمان، والأغنية الفاخرة بعنوان الهول واليامال. ? ? انهض.. وعد كما كنت في الأمام.. لم لا؟ وأنت العنوان الدائم للدمام. ? ? انهض.. وخذ من ألم البدايات، ثقب ضوء لأمل النهائيات، فأنت واحد من أولئك الكبار الذين مازال اسمهم يتردد في كل الأمصار. ? ? انهض.. يأيها الحرف الذي كتب في الدفاتر، والكلمة التي رسمت على رمال السيف، والجملة التي تتحول من عذوبة اتفاقها نهر شعر، وبحر نثر. ? ? انهض.. فمازلت التاريخ المتحرك، والعلم الأبرز في الساحل الشرقي، والميناء الهام لكل السفن التي تحط رحالها في شواطئ منطقة الخير. ? ? انهض.. فشراعك مازال محملا بالآمال، وموج البحر يعرفه من سنين، فكلاهما التقيا بين مد وجزر، ولم يستسلم الأول رغم قسوة الثاني. ? ? انهض.. أيها الفارس، فما زلت في أعين الجميع لوحة دالي، وفي قلوب الجميع شعر نزار، وفي آذان الجميع صوت السندباد. ? ? انهض.. ولا عليك من تعثر (الرهبة) فالطريق مازال طويلا، ونحن على يقين بأن الأكف ستصفق بحرارة لك من جديد، والحناجر ستهتف لك من بعيد ومن قريب، في مشوار (جميل). ? ? انهض.. فقد خسرت جولة ولم تخسر معركة، والكبير هو ذلك الذي ينهض بعد التعثر، ويجبر الجميع على الانبهار بصلابته التي لا تزعزعها مطبات البدايات. ? ? انهض.. فما زال عشاقك عند ثقتهم بك، بمنحهم رومانسية الزمن الجميل في دوري جميل.