ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت واشنطن وموسكو في رسالة وجهها الى نظيريه الروسي والامريكي «اظهار جدية التزامهما» ازاء الحل السياسي في سوريا، ودعاهما ل«بذل كل ما يلزم لمنع الفشل» وقال: «سياسيا، انهارت مفاوضات جنيف بسبب استمرار تعنت النظام في حين ان المعارضة قدمت اقتراحات بناءة، واعتبر ان «الاسابيع المقبلة تشكل للمجتمع الدولي فرصة اخيرة لاثبات مصداقية وفعالية العملية السياسية، التي انطلقت في فيينا قبل قرابة العام». بينما واصلت طائرات النظام والطيران الروسي مجازرها في حلب المحاصرة، واستمرت في قصف أحياء المدنيين في عدة مناطق أدت لسقوط عشرات الضحايا والجرحى، في وقت اعلنت فيه روسيا عن فتح ممرات إنسانية، وهو ما نفاه مجلس حلب المحلي، مؤكدا إغلاق نظام الأسد لجميع المعابر. وفيما وصل نائب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق للقاء مسؤولين في نظام الأسد، تستعد المعارضة لمعركة «فك الحصار» عن مدينة حلب، محذرة المدنيين من الخروج من المعابر، حيث تقتل قوات النظام «كل مَنْ يقترب منها». وكتب وزير الخارجية الفرنسي جان آيرولت في الرسالة التي تلقت فرانس برس نسخة منها الاحد، «من الواضح انه لم يتم تحقيق» اهداف المجموعة، مضيفا انه «ميدانيا، تم تشديد الحصار على حلب كما ان الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية تضاعفت في حين تستمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في ظل الافلات التام من العقاب». واعتبر ان الاولوية اليوم يجب ان تكون اعادة سريعة لوقف الاعمال القتالية ووضع حد لهذه الكارثة الانسانية، وضمان وصول المساعدات الى جميع المحتاجين، لا سيما في المناطق المحاصرة. وإلا، فإن استئناف المفاوضات سيكون وهما. وعقدت ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين النظام والمعارضة تحت رعاية الاممالمتحدة في جنيف لكن دون احراز اي تقدم ملموس، فيما يواصل النظام عمليات القتل وانتهاك عمليات الهدنة مرارا وتكرارا. وقال ايرولت: «نحن نتفق تماما مع هدفكم محاربة الجماعات الارهابية في سوريا، سواء كانت داعش او جبهة النصرة، لكن هذه المعركة لا ينبغي ان تشكل ذريعة لضرب المدنيين والقضاء على اي معارضة لبشار الاسد». وتنص خارطة الطريق على تشكيل هيئة انتقالية وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات بحلول منتصف العام 2017. كما توصلت المجموعة في فبراير الماضي في ميونيخ الى اتفاق لوقف الاعمال القتالية، لكنه سرعان ما انهار بسبب النظام. وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قيادي في قوات المعارضة أن «التحضير لعملية فك الحصار عن حلب سوف يتم من خلال إشعال كل الجبهات في المدينة»، مشيرا إلى أن المعركة ستشهد استخدام كل الإمكانات المتاحة من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية. كما حذر البيان ما وصفه «بخدعة المعابر» من قبل النظام وروسيا، مؤكدا مقتل مدني حاول العبور من أحد المعابر التي ادعى النظام أنها آمنة، ووثق مقتل 160 مدنيا في وقت سابق خلال محاولتهم عبور طريق الكاستيلو. من جهته، قال مجلس محافظة حلب الحرة «في بيان إن ما يروجه النظام عن تسليم مسلحين أنفسهم للنظام هو افتراء وحرب نفسية»، محذرا الأهالي من الاقتراب من المعابر مؤكدا «أن النظام قتل مَنْ وصل للمعبر قبل أيام».