واصلت روسيا ونظام الأسد، أمس السبت، حملة قصف واسعة النطاق في حلب وإدلب، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وذلك بعد يوم شهد مقتل 120 سورياً. وقال عدد من السكان المحليين: إن سبعة مدنيين قتلوا، وأصيب أكثر من عشرين صباح السبت، جراء غارات جوية روسية على بلدة «إبين» في ريف حلب الغربي. كما تعرضت بلدة دار عزة غرب حلب لقصف جوي . واستهدفت الطائرات الروسية أيضا بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية بلدات يسيطر عليها فصيل الفتح جنوب حلب، ومن بينها خان طومان والعيس وخصلة، وفي الوقت نفسه تعرضت بلدة كفر حمرة شمال حلب لقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة. وتجددت الغارات على أحياء في حلب الشرقية، وكانت هذه الأحياء تعرضت الجمعة لقصف أوقع عشرين قتيلا، وبالتزامن قالت المعارضة: إنها صدت محاولة تسلل نفذتها قوات النظام في حي كرم الطراب وقتلت وجرحت عددا من عناصرها. يذكر أن قوات النظام تمكنت بفضل تغطية جوية روسية من تطويق الأحياء الشرقية في حلب لتحاصر مئات آلاف السكان، وهي تحاول الآن إخراج فصائل المعارضة من مناطقها جنوب حلب وشمالها. وعلى صعيد إدلب ، قتل أربعة مدنيين وجرح آخرون، نتيجة غارات شنتها طائرات روسية وأخرى تابعة للأسد على أحياء سكنية في مدينة سرمدا، كما استهدفت غارات أخرى مدينة سراقب. وشهدت اللاذقية غارات مكثفة من الطيران الروسي على مواقع للمعارضة. وفي ريف حمص الشمالي أصيب أطفال ونساء، بجروح بعضها خطرة إثر غارات روسية مكثفة استهدفت أمس، الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة. يذكر أن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها تحاصر ريف حمص الشمالي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، مما تسبب في تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية. وقال ناشطون: إن طائرات الأسد قصفت صباح اليوم، مخيم خان الشيح بغوطة دمشق الغربية بصواريخ موجهة، وكانت مدينة داريا المحاصرة قد تعرضت بدورها أمس، لقصف مكثف بالبراميل المتفجرة. وفي وقت تنوي فيه إدارة هيلاري كلينتون القادمة من كشف طبيعة نظام الأسد الحقيقية للعالم. بحسب صحيفة ديلي تلجراف البريطانية التي قالت: إن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية ستأمر بمراجعة شاملة للاستراتيجية الأمريكية في سوريا كمهمة أولى لرئاستها بحيث تشدد على الطبيعة الدموية لنظام الأسد. شككت من جهتها الإدارة الأمريكية الجمعة، في الإعلان الروسي عن فتح «ممرات إنسانية» في حلب، وأبدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تخوفه من أن تكون «خدعة»، بقوله: «تحادثت مع موسكو مرتين خلال الساعات ال24 الماضية. التقيت الوزير لافروف منذ ثلاثة أيام في لاوس؛ إذا كانت هذه خدعة فهناك خطر بأن تنسف بالكامل مستوى التعاون» القائم بين واشنطنوموسكو. وأوردت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية في تقرير لها عن مستشار كلينتون للسياسة الخارجية جيريمي باش قوله: إن كلينتون ستصعد الحرب ضد داعش في العراقوسوريا، وتعمل في الوقت نفسه على طرد الأسد من السلطة. وأوضح باش في المقابلة أن إدارة هيلاري كلينتون لن تتوانى في كشف طبيعة نظام الأسد الحقيقية للعالم، قائلا: إنه دموي ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، وقتل مئات آلاف الناس بينهم عشرات الآلاف من الأطفال. وفي ذات المنحى، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض اريك شولتز إلى قلق الولاياتالمتحدة بشأن الوضع في حلب، وأضاف: «نحن نبحث فيما أعلنته روسيا بشأن الممرات الإنسانية، ولكن بالنظر إلى حصيلة أدائها فنحن بالحد الأدنى مشككون»، مؤكدا أن فتح الطرقات في حلب يجب أن «يتيح للمدنيين السوريين أن يحصلوا، حيث هم، على مساعدة إنسانية، وأن يجروا تبادلات تجارية من دون أي عائق». في وقت لم يستبعد فيه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان الجمعة، تفكك سوريا، مشيرا بعدم تفاؤله بشأن مستقبلها. وقال برينان في منتدى أسبين الأمني السنوي: «لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سوريا موحدة مرة أخرى». وتعد تصريحات برينان اعترافا علنيا نادرا من قبل مسؤول أمريكي كبير بأن سوريا ربما لا تبقى على وضعها الحالي بعد حرب أهلية بدأت قبل خمس سنوات.