العقوبات التي أصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم بناء على التحقيقات التي بدأتها الهيئة العامة للرياضة في قضية التلاعب بنتائج مباريات مسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وتضمنت تهبيط نادي المجزّل وغرامات مالية وحرمان من المشاركة بأي نشاط يتعلق بكرة القدم مدى الحياة مع عدم إمكانية العفو، بحق رئيس ناد، وإداري، وثلاثة لاعبين، ومدربين، وإخصائي علاج طبيعي، من أكثر من ناد سعودي أمر يستحق الوقوف عنده. فأولاً: تستحق الهيئة العامة للرياضة الشكر والتقدير على هذا الحزم الذي نحتاجه على المستوى العام، وعلى المستوى الرياضي بصفة خاصة، ولا عزاء لمَنْ يتحدث عن أنظمة ولوائح دولية، فأخلاقنا وقيمنا أهم من جميع اللوائح والأنظمة! بل إن ما أتمناه أن تستمر الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع الاتحاد العربي السعودي في تطهير الوسط الرياضي مما علق به من جراثيم وميكروبات أدى إلى انتشارها وتفشيها تصدّر مَنْ لا يملك العلم والإدراك، ومجاملتنا وسكوتنا، حتى أصبح البعض يعتقد أن التصرفات المسيئة أمر طبيعي وجزء من الوسط الرياضي لا فكاك منه، بل إن البعض يراها ذكاء وقدرات مميزة يستحق مقترفوها الثناء والتقدير! إن كنا نريد عز المملكة العربية السعودية حقاً، وإن كنا نريد نجاح رياضتنا، وإن كنا نريد حماية شبابنا -خصوصاً أن بعضهم ينظر لرجال الرياضة على أنهم قدوات- فلندعم الخطوات التي بدأتها الهيئة العامة للرياضة وترجمها الاتحاد السعودي إلى واقع ولنطالب بالاستمرار! لا أن نشغّب ونثير القلاقل اندفاعاً وراء ميول رياضية بسيطة على حساب المصالح الكبرى للوطن بأكمله! فالوسط الرياضي يشتكي من تصدّر الراشي والمرتشي كما تحدث المتخصصون - بأقلامهم وألسنتهم- بعد حادثة المجزّل، وهناك قضايا لا أخلاقية للاعبين في أندية مشهورة تظهر ثم تختفي بمجرد انتظام اللاعب في التدريبات، وهناك تعصب رياضي مقيت يظهر أسوأ ما لدى البشر من صفات! لذا شكراً للهيئة العامة للرياضة، وشكراً للاتحاد العربي السعودي، على ما بدأت به، ونطمع ألا تتوقف عقوبة «حرمانه من المشاركة بأي نشاط يتعلق بكرة القدم مدى الحياة ولا يشمله أي عفو رياضي» إلا بتطهير الوسط الرياضي بأكمله!