لقيت الأعمال الإنشادية والقصائد الملحنة المصحوبة بالإيقاعات والتي تعرف بالشيلات، انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، خاصة مع انتشارها على نطاقات واسعة بشتى أنواعها وافتتان البعض وإعجابه بها. وتسجل الشيلات الحماسية الأكثر سماعًا بين أوساط المجتمع الخليجي، حيث يبدون إعجابهم، ولذلك جذبت مختلف الأذواق بين أبناء البادية والحاضرة بعد أن كانت محصورة على المهتمين بالشعر وبعض الملتزمين دينيا. وأكد الشيخ عبدالعزيز الفوزان عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، وأستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، والمشرف العام على شبكة رسالة الإسلام، في تصريح له بشأن حكم سماع الشيلات بأنه إذا كانت معانيها في حدود المباح والمشروع، يعني ليس فيها كلام محرم وخدش للحياء فهي لا بأس بها كونها نشيداً أو شِعرا، إذا صاحبها شيء من الأصوات الملحنة ينظر إذا كانت أصوات بشرية يعني فيها نوع من التنغيم فلا بأس بها لأنها صوت بشري وليست موسيقى لا بأس بها إن شاء الله، مع أنه لا ينبغي المبالغة فيها. وأضاف الشيخ الفوزان: إذا كانت مع الشيلات آلات موسيقية فلا شك أنها محرمة حتى لو كانت تأمر بالصلاة والزكاة والصيام والتوحيد، فالمعازف محرمة يكفي حديث البخاري «لا يكونن أقوام من أمتي يستحلون أن يفعلوا فعلا مستحلا»، وهذا أخطر من أن تفعل معصية وأنت تعتقد أنها حرام، قالوا: يستحلون الحري يعني الزنا، والمراد بالحري هنا الفرج، والحرير محرم أيضاً على الرجال وهو من الكبائر أيضاً والمعازف، فقارن المعازف بهذه الكبائر، نسأل الله العافية بالزنا وشرب الخمر ولبس الحرير للرجل فيدل على أنها من المحرمات من الكبائر إذا كان معها آلات موسيقية فهي لا تجوز. وقال الشيخ الفوزان: «يستثنى منها الدف إذا كان في مناسبة فرح مثلاً فيه عرس أو يوم عيد أو حفلة نجاح خاصةً عند النساء والأطفال، فالصحيح أنه يجوز في مناسبة فرح استخدام الدف خاصة من بين سائر المعازف فهو مستثنى، وبعض العلماء رأى أن استخدام الدف جائز على كل حال ولكن جمهور أهل العلم رفضوا على أنه من المعازف والذين رأوا فيه الاستثناء بالنص: العرس والعيد والحرب وللقادم من السفر أيضاً، ومن العلماء من قاس عليهم مناسبات الفرح الأخرى فأجازوها أيضاً في مناسبات الفرح عموماً، وإذ قد تختلف من زمان إلى زمان ومن بلد إلى بلد آخر؛ فالصحيح جوازها وهذا رأي الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) يرجح أن الدف جائز في مناسبات الفرح ولا بئس به للنساء والصبيان ومن في حكمهم، أما إذا كانت أصواتا بشرية ليس فيها دف ولا موسيقى فهي جائزة بشرط أن تكون معاني هذه الشيلات كما ذكرت لا تخرج عن المشروع والمباح.