قتل 56 مدنيا على الأقل، بينهم 11 طفلا، فجر الثلاثاء، في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدف قرية يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما دخلت دفعة ثانية من مساعدات إنسانية دولية إلى (حي الوعر) المحاصر غربي مدينة (حمص) وسط البلاد. في وقت قال فيه الجيش الأمريكي: إن مقاتلين معارضين مدعومين من الولاياتالمتحدة ويقاتلون إرهابيي تنظيم داعش في سوريا سيطروا على مقر لقيادة العمليات في مدينة منبج، مطلع الأسبوع. بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل لتعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، مشيراً إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد الإعلان عن خطوات إضافية من واشنطن وموسكو بشأن سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «استهدف قصف التحالف الدولي، فجر اليوم، أطراف قرية التوخار في شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن مقتل 56 مدنيا، بينهم 11 طفلا». وأشار عبدالرحمن إلى أن السكان «كانوا يحاولون الفرار من اشتباكات بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديموقراطية في القرية». ولفت إلى إصابة العشرات بجروح أيضا نتيجة القصف الجوي، مضيفا: «قد يكون ما حصل بالخطأ كون طائرات التحالف الدولي تستهدف الإرهابيين في محيط القرية» التي تبعد 14 كيلومترا شمال مدينة منبج. وردا على سؤال لم يعلق التحالف الدولي على التقارير مشيرا إلى أنه سيراجع مدى صحتها. وأسفر قصف للتحالف الدولي، الإثنين أيضا، وفق المرصد، عن مقتل 21 مدنيا، هم 15 في مدينة منبج وستة في قرية التوخار. ووفق عبدالرحمن، فإن قصف التحالف الدولي مستمر على منبج ومحيطها، منذ 31 مايو، تاريخ بدء هجوم قوات سوريا الديموقراطية لطرد تنظيم داعش من المنطقة. ووثق المرصد السوري منذ ذلك الحين مقتل 160 مدنيا، بينهم 40 طفلا، في قصف للتحالف الدولي على منبج وريفها، بحسب المرصد. وتدور الثلاثاء، اشتباكات يرافقها قصف جوي في محيط مخيم حندرات شمال المدينة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام التي تسعى إلى السيطرة عليه. وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة قرب دمشق، أفاد المرصد عن مقتل «عشرة مواطنين» في قصف جوي على مناطق عدة، بينها حرستا وبيت سوى ودوما. إلى ذلك أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري، الثلاثاء، دخول دفعة ثانية من مساعدات إنسانية دولية إلى (حي الوعر) المحاصر غربي مدينة (حمص) وسط البلاد. وأوضحت المنظمة في بيان: إن هذه الدفعة المقدمة من الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخلت، أمس الإثنين، إلى الحي الذي تحاصره قوات النظام. من جانبهما، نقلت (وكالة سوريا مباشر) و(المرصد السوري لحقوق الإنسان) عن ناشطين من داخل (حي الوعر) القول: إن 26 شاحنة دخلت الحي، أمس، وتحتوي على 15 ألف حصة غذائية و7500 حصة معلبات وملابس أطفال وكراسات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومادة الشمع نظرا للحاجة الملحة لها، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وانعدام الوقود. وأضاف الناشطون: إن 21 شاحنة قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في حين قدمت الأممالمتحدة ثلاث شاحنات، وقدم الهلال الأحمر السوري شاحنتين، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن قوات النظام التي تحاصر الحي منعت إدخال حليب الأطفال والبذور والمعدات الإسعافية والجراحية. وكانت القافلة الأولى من المساعدات دخلت إلى (حي الوعر)، الخميس الماضي، وكانت تحمل على متنها 15000 كيس طحين بوزن 15 كيلو غراما للكيس الواحد، وأدوات للبناء والترميم، وأدوية غير إسعافية هي الأولى منذ مايو الماضي.