من الأهمية بمكان أن تكون المشاركات في الوسائل الإعلامية والصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي وفق ما تقتضيه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف دائما وأبدا، ويتحتم على الجميع عدم الانصياع لما يبث من خلال الكتابات المختلفة في تلك المنابر الصحفية أو وسائل إعلامهم الأخرى كمواقع التواصل حتى لا يضللوا الناس بغير علم ولا بصيرة. فقد قال جلّ وعلا: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، فهناك من يكتب عن بعض الأمور الشرعية المهمة خاصة ما يتعلق بالمرأة ودورها في المجتمع وغيرها من الأمور الشرعية والاجتماعية الهامة في مواقع التواصل الاجتماعي. وللأسف فإن كثيرا من هؤلاء يجانبون الصواب في آرائهم وكتاباتهم ويذهبون مذاهب شتى ويسيرون في طرق ليست مستقيمة ولا معبدة!! هدانا الله وإياهم للطريق المستقيم، وقد قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). وقال تعالى أيضا: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )، لأن أصل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى يكون على بصيرة والنصيحة الحكيمة التي يجب أن تصدر من قبل من يعتلون المنابر الصحفية، ويجب أن يستقوا ذلك من هذا المنبع الصافي ألا وهو الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وليس وفق معتقدات وأهواء غريبة ليست من الدين في شيء. فالبعض يكتب في غير مجاله وتخصصه فيضع نفسه فقيها وعالما ومفتيا ليأتي بالعجائب حتى أنه يذكر آراء ليست صحيحة، وقد حذرت هيئة كبار العلماء مؤخرا من الوقوع في مخالفة هدي الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة الصحيحة، وذلك فيما ينشر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من مخالفات شرعية لا تقر ولا تقبل من المسلمين. ومن تلك المهالك والمخاطر العظيمة أيضا: الاستهزاء بأحكام الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والسخرية بهما، سواء كانت قولا أو فعلا أو كتابة أو غير ذلك، فإن الاستهزاء والسخرية بهما مناقض للإيمان بإجماع المسلمين، يقول الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ). وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها الى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»، متفق عليه. عبدالله السبيعي - الدمام