أكد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أن الحملات المغرضة التي تُنظم ضد المملكة تقودها فئة من الحاسدين والحاقدين عليها، ممن ينتمون إلى مذهب الخوارج الذي يتبعه الكفرة والملاحدة. وقال فضيلته خلال محاضرة له بقاعة الملك سعود في الجامعة الإسلامية مؤخرا، إن مذهب الخوارج الضال نشأ في عهد الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ويقوم على منهج تكفير المسلمين الذين لا يوافقونهم في التوجه، والتكفير بالذنوب الكبائر التي دون الشرك، مع تأييد قتال المسلمين واستحلال دمائهم بغير حق. وأوضح أن الحملات، التي ينظمونها ضد المملكة هي شأنهم في كل زمان ومكان من قديم الزمان، مبينًا أن الخوارج لا يضرون إلا أنفسهم، إذا تمسك المسلمون بدينهم وعقيدتهم الصحيحة. ودعا فضيلته شباب المسلمين إلى تعلم العقيدة الصحيحة والتفريق بينها وبين العقائد الباطلة حتى لا ينخدعوا، وأن يلتفوا حول علمائهم وولاة أمرهم، ويدافعوا عن عقيدتهم ودينهم وبلادهم، مستشهداً بقول الله تعالى:»وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ»، وقوله جل في علاه:»إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». وحذر الشيخ الفوزان من الفرقة والتحزب والاختلاف وما تعج به الساحة من تقاطع وتنافر والتماس العيوب بين أبناء المسلمين، ولمزهم بالألقاب والتسميات. ودعا الى ضرورة نشر العلم بالطرق الصحيحة، مبينا ما تعج به الساحة من تقاطع وتنافر والتماس العيوب بين أبناء المسلمين فلا بد من إزالة هذه الغشاوة وأن يبينوا للناس هذا الدين، وأنه دين الرحمة والتواصل والاجتماع وترك التفرق والاختلاف والتنابز بالألقاب، التي أضرت المسلمين وجعلتهم منقسمين إلى جماعات وأحزاب وفئات، فلا بد من تعاون طلاب العلم والدعاة لمعالجة هذه الأمور. وقال إن الدين الإسلامي جاء لهداية البشر وصلاحهم، ولا بد له من حملة يقومون به حق قيام، وأن العلم ليس بكثرة الكتب والمكتبات إنما العلم بالعمل والدعوة إلى الله وهداية البشر وإنقاذهم من الضلال إلى النور. وأضاف: إن الناس لا يتركون بدون ابتلاء ولكن ولله الحمد الطريق واضح والمنهج واضح، ولكنه يحتاج إلى تمسك وإلى الصبر وشباب المسلمين هم عدتها، فعلى المسلمين أن يعتنوا بشبابهم بالعمل الصالح والتوجيه وألا يتركوهم لدعاة الضلال وعلى الوالدين مسؤولية كبيرة في تربية أبنائهم، فالأبناء أغلى من الأموال، فعلينا حراستهم وأن نحرص على تعليمهم وأن نحضرهم إلى المساجد وإلى الدروس الشرعية، وإننا في زمن لا يسعكم فيه إهمال أولادكم، فهم أمانة في أعناقكم وانتم المسؤولون عنهم وإذا صلحوا يكونون خيرا لكم، وإذا فسدوا يكونون عليكم حسرة. وخاطب فضيلته الطلاب، الذين تحدث لهم من خلال محاضرة (دور طالب العلم في حماية مجتمعه من الانحرافات الفكرية): أتيتم من بلاد بعيدة ومختلفة لطلب العلم والدعوة إلى الله على بصيرة وهي أعلى درجات العلم؛ تنهلون العلم الشرعي من هذه الجامعة المباركة الجامعة الإسلامية، التي تضم أبناء المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، والتي ولله الحمد ظهرت آثارها ونبتت ثمارها وكل يشهد بذلك لتعودوا إلى بلدانكم دعاة خير ومرشدين ومدرسين، ومهمتكم مهمة عظيمة بنشر الدين بإذن الله، وإن لم تقوموا بمهمتكم ودوركم في نشره، فإن الله سبحانه وتعالى يسخّر ويختار له أشخاصا آخرين، فدين الله محمي بنا أو بغيرنا، فعلينا ألا نهمل حظنا من هذا الدور العظيم، فالمهمة عظيمة وقد هيأتم أنفسكم لتحملها في انضمامكم لهذه الجامعة المباركة. حضور كثيف من الطلاب شهد المحاضرة