«المقياس الوطني للوقت: وصلت = 10 دقائق، دقيقة = ربع ساعة، 5 دقائق = نصف ساعة إلى ساعة، 10 دقائق = 4 ساعات، عندي شغلة أخلصها وأجيكم = تصريفة، قريب من عندكم = 100 كيلو» هذه المقاييس الواقعية للوقت، ولّدت مشاكلنا مع الوقت، فأصبحنا نقتل الوقت الذي هو حياتنا بل ونتسابق على ذلك، وفي المثل الإنجليزي: أي جريمة أكبر من تضييع الوقت؟! في واقعنا اليوم تسمع من يقول عن سابق إصرار وترصد: أريد أن أقتل الوقت! وفي واقعنا اليوم ترى من يعيش عمراً طويلاً في دوامة الجهل، رغم أنه يملك من الوقت ما لو استغله في الرقي بفكره وتطوير نفسه، لأصبح علماً من الأعلام! وفي واقعنا اليوم ترى من يشتكي من الفقر والحاجة مع كونه موظفاً، ولو نظرت في وقته لوجدته مهدراً في أمور لا تستحق، رغم أنه يتسع بكل سهولة لهذه الأمور ولغيرها من الأمور النافعة التي تساعده على الخروج من وضع القلق الذي يعيش فيه من سنوات! باختصار نحن بحاجة ماسة جداً للالتزام بتعاليم شريعتنا من خلال احترام الوقت الذي سنحاسب عن كل دقيقة منه، كما أن نجاح كل شخص في هذه الحياة مرهون بما يستغل هذا الوقت فيه، فالوقت ليس من ذهب، بل جزء من حياة تنقص بنقصانه، ويبقى أثرها باستغلاله! نحتاج من أجل ذلك أن يبدأ احترامنا للوقت من البيت، فما يؤسس في البيت يُبنى ما بعده عليه، وما نراه اليوم من تدمير للأوقات منشأه إهمال للأبناء كما نراه حاصلاً اليوم عندما تضيع ساعات وساعات في ألعاب تؤخر أكثر مما تقدم! طبعاً لا أشك أن العبارة المتبادرة على لسان القارئ الكريم بعد قراءة ما سبق: وهل استطعت أنت؟! فهناك من يسيطر عليه التشاؤم ويعتقد أن صفات الخير انتهت لأنه لا يستطيع فعلها! وجواباً على السؤال: نعم هناك الكثير ولله الحمد! ولكن هذا يحتاج إلى جهد من الوالدين ومزاحمة الأجهزة المحتلة بالبرامج النافعة، سواء بإشراك الابن أو الابنة في حلقات تحفيظ القرآن الكريم أو الأندية الرياضية أو إتاحة الفرصة له للمشاركة في مجالس الرجال، وبرفقة ذلك كله جلوس الوالدين مع أولادهما! مع ضرورة السير في مسار التذكير الدائم بأهمية الوقت في دنيا الإنسان وآخرته، فكل شيء تحصله على حسب الوقت الذي بذلته من أجله!