لماذا انحرفت ابنتي ؟ أحبك .. أحبك .. أحبك .. أعشقك بجنون أرى الكون في عيونك ولا أرتوي من حضن دفئك !!!! وكثير من الكلام ما هو أجمل وما هو من خيال !!! لتعود ابنتي تفيق على واقع من اللهوه ممن حولها تفيق على صوت أخيها ، جرس الباب والهاتف، ونداء الأم حين انتهاء وجبة الغداء إن لم تكن الخادمة !!! لتأتي ابنتي من غرفتها وتتناول بصمت طبقها المفضل وأسلمها بعدها مصروف لرحلة او لشراء مستلزماتها بعد ان ترتجي والدها بان تكون موافقة لزيارة أخر الأسبوع صديقتها و هكذا ينتهي اليوم عند أغلب البيوت وبالصمت ذاته ونفس الاعتياد طلبات ومستلزمات ماديه فقط وبرامج يوميه ...!!! ما يحصل هنالك عادة عند التقاء العائلة على أصوات دقدقة الملاعق والأطباق سوى صوت أريد مالا أريد و أريد وبالمقابل من الأب والأم او الراعي نعم او لا لماذا؟؟ " وتنتهي البداية كعادتها ... أين ؟؟ الكلمة الحلوة مديح الأم لتفوق ابنتها بماده وتحفيزها أمام أهل البيت ا وأعضاء العائلة يكاد معدوماً !!!انتقاء عبارات المديح من الأب بروعة أخلاق البنت وروعة أدائها يكاد معدوم !! إعطائها مسئوليات الهدف منها تعويدها على تحمل المسئولية والتقدم وتضييع وقتها بما هو مجدي يكاد يكون معدوماً !! التغزل بها وبجمالها أو شعرها أو أو ... زحمة الحياة دوام الأب وأيضا غالبا الأم.. لهوة الأم بالزيارات والحفلات !! عدم نهج عادات تجمع الأسرة بل على العكس ترى ديمقراطيه كل شخص بحاله بذات البيت سعيد حزين كريه خلوق وغيره لا تكاد ان تكون محط للاهتمام بالبيت !!! للأسف هذا لسان حالنا اليوم على الأغلب لا يوجد وقت من زحمة الحياة العملية والاقتصادية ليكرس الأب وقتا لمدح ابنتها والتغزل بمحاسنها لا يوجد وقت للأم للتعبير عن فرحتها بكبر ونهوض ابنتها وتقدمها يوما بعد يوم !! ما هو الحل هل ستتوقف أزمة الجدول اليومي المضغوط والمادة ومتطلبات الحياة الصعبة عائقا ً على الأبواب الحميمية التي تغدو ببناتنا خلف الشمس وإنغماسهن في الحب والغرام والكوميديا التركية وغيرها متى ستفتح الفرص طريقا للوالدين الغائبين عنه او المتغيبين عنه للحضور ؟؟؟ حين يضم الوالدين أبنتهما لمده خمس دقائق حتى يكون هنالك اشباع عاطفي حين تتداول كلمات الحب والدلال خلال التعامل اليومي فقط لمدة نصف ساعة من الأربع وعشرون ساعة هل ستذهب تلك القناة لتنتقل من حضن شاب لأخر ومن مهاتفة لأخرى !!! لصرخات ضحك تنم عن دوي وصرخة الإبنه بهروب لا شعوري منها لحضن دافئ خصص لها جزءا من الساعة بكلام حلو معسول بغض النظر عن ما هو مقصود !! هل هنالك أدنى شك بأن الوالدين ليس شريكين بجريمة انحراف ابتنة المراهقة !! قد تعطى وقت بعد فوات الأوان أو بعد مسكها متلبسة عندها سيقف الوالدين وقفة عتاب وتأنيب بل وعقاب !! ليقذفون بجرمهم هم أيضا خلف الحائط فوقتهما مع ابنتهما أثمن من انشغالهم بأولويات من المفترض أنها هي رأسها بدلا من أن تجعل مصيبتها على قائمة وقت والديها إكراها ولدته غفلتهما عن حاجاتها العاطفية ورومانسيتها ومشاعرها . لا بد أن يعرف كلا الوالدان معادلة توازن على الأقل بين البيت والعالم الخارجي بال الضحك والاحترام والمجاملة ومهارة فن التواصل مع الآخرين خارج البيت وداخله كذلك فكم من رجل وامرأة بأعلى المناصب وبأفضل المستويات المادية ولهم سمعة عظيمة ووجودهم للأسف بالبيوت أجوف بل ويئن نزفاً وجراحاً إلا من رحم الله .