إليكم بعض الأخبار الممتازة حول عدم المساواة: عند قياسها من الولادة، الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين الأغنياء والفقراء في الولاياتالمتحدة آخذة في التقلص بسرعة. يبدو أن مجموعة متنوعة من المبادرات السياسية، بما في ذلك التي تهدف إلى تعزيز صحة الأطفال وخفض التدخين، تعتبر ناجحة في الواقع. هذه النتائج تتعارض مع الرأي السائد في أن الفجوة الاقتصادية تعني على نحو متزايد أن الأغنياء يعيشون حياة أطول في حين أن الفقراء لا يعيشون حياة أطول. هذا الرأي له بعض البحوث المتينة التي تؤيده: من خلال بعض التدابير، الأغنياء يظهرون بالفعل مكاسب من حيث طول العمر، ولكن في أجزاء كثيرة من البلاد، الفقراء ليسوا كذلك. مزيد من الأدلة حول الرأي المتشائم: إذا قمت بقياس متوسط العمر المتوقع منذ سن ال 40، الفجوة بين الأغنياء والفقراء قفزت بين عامي 2001 و2014. المرأة في فئة أعلى 1 في المائة تعيش لفترة أطول ب 10 أعوام من النساء في فئة أقل 1 في المائة، والفجوة هائلة بلغت 15 عاما. ولكن ماذا لو نقيس متوسط العمر المتوقع عند الولادة؟ هذا هو السؤال الذي طرحه مؤخرا كل من جانيت كوري من جامعة برنستون وهانس شوانت من جامعة زيورخ. كوري وشوانت كررا النتيجة التي مفادها أنه بين كبار السن، فجوة طول العمر بين الأغنياء والفقراء آخذة في التزايد. ولكنهما أظهرا أنه إذا بدأ القياس ذلك عند الولادة، فإن الفجوة تسير في الاتجاه المعاكس. ما الذي يفسر ذلك؟ منذ عام 1990، يتمتع كل من الأغنياء والفقراء بمكاسب كبيرة في متوسط العمر المتوقع. ولكن بين الشباب على وجه الخصوص، كانت الوفيات قد تراجعت على نحو أسرع كثيرا في المناطق الفقيرة مما كانت عليه في المناطق الغنية. لننظر، على سبيل المثال، إلى معدل وفيات لمن هم دون سن الخامسة. في عام 1990 معدل وفيات الأطفال الصغار في أفقر مقاطعات الولاياتالمتحدة بلغ 4.5 حالة وفاة من بين كل 1000 طفل. بحلول عام 2010، كان هذا المعدل انخفض إلى 2.3. في أغنى المقاطعات، انخفض معدل الوفيات أيضا، ولكن بصورة أقل، من 2.4 في كل 1000 شخص إلى 1.3. وبذلك الأطفال الصغار في أشد المناطق فقرا في الولاياتالمتحدة لديهم الآن معدل وفيات أقل من أولئك الموجودين في أغنى المناطق فقط قبل 25 عاما. والفرق بين المناطق الغنية والفقيرة قد تم خفضه إلى النصف، من 2.1 حالة وفاة لكل 1000 إلى حالة واحدة فقط. أحد أسباب هذا الانخفاض هو ما أطلق عليه كوري وشوانت تعبير انخفاضات «مذهلة» في معدلات وفيات الشباب الأمريكيين السود بين عامي 1990 و2010، وخاصة بين الرجال السود. ولأن الصحة الجيدة في مرحلة الطفولة تتنبأ بصحة جيدة في مرحلة البلوغ، من المرجح لنا أن نشهد انخفاضا كبيرا في معدل الوفيات في سن الشباب اليوم. هذه النتائج تثير سؤالين. إذا انخفض التفاوت في طول العمر بسرعة عند الولادة، لماذا يتزايد عند الذين هم في عمر 40 وكبار السن؟ وما الذي يمثل التقدم الكبير في متوسط العمر المتوقع عند الولادة، وقبل كل شيء للفقراء؟ جزء من الجواب على السؤال الأول ينطوي على التدخين. بعد تقرير «المراقب الصحي العام» لعام 1964، فإن الأشخاص الذين تلقوا تعليما جيدا وأثرياء توقفوا عن التدخين أسرع. بين النساء الأقل تعليما، معدلات التدخين زادت في الواقع بعد ذلك التقرير، ربما بسبب الأعراف الاجتماعية وتعزيز استقلال المرأة. خفض معدلات التدخين، التي يتم التركيز عليها بين الأثرياء، هي وصفة لفجوة طول العمر على طول الخطوط الاقتصادية. التدخين هو المسؤول عن أكثر من 480 ألف حالة وفاة سنويا في الولاياتالمتحدة، ويخسر المدخنون، في المتوسط، 10 سنوات على الأقل من متوسط العمر المتوقع. والخبر السار هو أنه في السنوات الأخيرة، الشباب، من الأغنياء والفقراء على حد سواء، أظهروا انخفاضات كبيرة في معدلات التدخين. لهذا السبب، فإن النمو الأخير في عدم مساواة طول العمر لمن هم فوق 40 قد يتبين أيضا أن تكون مؤقتة. الآثار المترتبة على هذه من ناحية السياسة الاقتصادية هنا واضحة ومباشرة: يجب على البلدان تعزيز سياساتها المناهضة للتدخين. مبادرة بسيطة تساعد في ذلك هي زيادة الضرائب المفروضة على السجائر، الأمر الذي يقلل التدخين بين الشباب. الضريبة الفدرالية الحالية هي 1.01 دولار. إلا أنه ربما ينبغي أن تكون الضعف. وكثيرا ما تم انتقاد زيادة الضرائب باعتبار أنها رجعية، لأن لها تبعات سلبية شديدة على الفقراء. في سياق التدخين، الاعتراض ضعيف، لأن الفقراء هم أكثر الفئات التي يمكن أن تستفيد من ذلك. وكما أشار كل من كوري وشوانت، البحوث الحالية لا تفسر فجوة الوفيات المتقلصة بين الشباب. وتشمل الإجابات المحتملة التحسينات في تعليم الأمهات والتوسع في التأمين الصحي للمرأة الحامل، وبرنامج التغذية التكميلية الخاصة للنساء والرضع والأطفال. كما استشهدا أيضا بتوسعات ضريبة الدخل المكتسبة، والتي أظن أنها لعبت دورا هاما، لأن الفضل في ذلك ارتبط مع فوائد صحية كبيرة للشباب. هذه اللحظة في السياسة الأمريكية لديها الكثير من الحديث حول السياسات التي يفترض بأنها فاشلة، والنظم التي من المفترض أنه تم التلاعب بها، وعدم المساواة المستعصية على الحل. لكن ربع القرن الأخير شهد تقدما كبيرا في تقليص أخطر مشكلة على الإطلاق، وهي الوفيات المبكرة. هذا التقدم يعطينا دلائل كبيرة على كيفية تحقيق المزيد من المكاسب، وخصوصا فيما يتعلق بدور الدولة في إدارة شؤون الناس.