كانت بلدة سنابس في جزيرة تاروت بشرق السعودية في يونيو عام 2008م على موعد مع حفل بهيج تحت رعاية الأستاذ سعيد الخباز، تم فيه تكريم مجموعة من الرياضيين بالمحافظة، عطفا على النتائج المميزة التي تحققت في ذلك العام، عندها طرح الأستاذ الخباز فكرة إقامة مهرجان سنوي لتكريم المبدعين من محافظة القطيف، حيث قال إن رغبنا أن يكرمونا بإنجازاتهم العلمية والأدبية والفنية والرياضية، فعلينا أن نحتضنهم بكل ما نملك من جاه وثروة. كان حلم الأستاذ الخباز أن يكون للقطيف يوم سنوي مبرمج لتكريم إنجازات القطيف، فتحول الحلم إلى برنامج عمل، وتم تشكيل اللجان العاملة وانطلق مهرجان القطيف الأول للإنجاز في مايو 2008م، وأًقيم المهرجان الثاني في 28 مايو 2010م، وتوالت المهرجانات بتكريم ما يقارب المائة منجز وصولا إلى النسخة السادسة التي ستقام في هذا العام 2016م. سارت الجائزة خطوات متسارعة نحو التطوير لكافة لجانها العاملة، عبر الاهتمام بالبيت الداخلي أولا، ومد اللجان بالكفاءات المناسبة والقادرة على تقديم الجديد في ما يخص الجائزة بمختلف جوانبها، كما أن للجائزة مجالات عدة قد تختلف من مهرجان إلى آخر، فهناك جائزة للدراسات والبحوث والإعلام والصحافة والفن والتقنية والاختراع والأدب، إضافة إلى جائزة الناشئ المنجز، والمنجز الواعد، كما أن للجائزة لجنة تحكيم من الكفاءات البارزة في مختلف المجالات، وجائزة القطيف هي واحدة من عشرات الجوائز والمهرجانات التي تقام في مختلف أرجاء الوطن، في جوانب عديدة ومختلفة، سعيا نحو تشجيع المكرمين على ما قاموا به، وهي بالتالي بادرة طيبة جدا تستحق التقدير والإشادة، والتكريم هو دافع قوي للمكرم لتشجيعه نحو المزيد من الانجاز والإبداع والتفوق، كما أن له تأثيرا إيجابيا على المكرم، على الصعيد النفسي والصحي، كما أنه محفز لمن لم يحظ بالتكريم، ليسعى نحو المزيد من البذل والعطاء والتفوق، ليحصل على ما حصل عليه الآخرون، إضافة إلى أنه مظهر من المظاهر الحضارية المهمة، التي تساهم في رقي المجتمعات وتطورها، وكم نحن بحاجة مستمرة إلى مثل هذه الجوائز والمهرجانات، يقول العالم النفسي (وليم جيمس) إن من أعمق الصفات الإنسانية لدى الإنسان، هي أن يحرص على أن يكون مقدرا خير تقدير من قبل الآخرين، من هذا المنطلق تواصل الجائزة استعدادها بمناسبة انطلاق نسختها السادسة تحت إشراف الأمين العام للجائزة المهندس عبدالشهيد السني، حيث نظمت الأربعاء الماضي على مسرح خيرية القطيف لقاء حواريا، بهدف التعريف بمجالات الجائزة وآلية التحكيم وضوابطه وتوقيع عقود الرعاية والشراكة الإعلامية بحضور مجاميع من المهتمين والمتابعين، وتم الإعلان عن فتح باب الترشح للجائزة الذي يستمر حتى نهاية شهر ذي الحجة. الجائزة تتبع نظاماً إداريا راقياً، وتنهج أسلوب الانتخاب لتولي الأمانة العامة، عبر تصويت داخلي، مما يتيح المجال إلى الكفاءات للترشح للإشراف عليها، وكلنا أمل أن تستمر الجائزة في تقديم الجديد باستمرار، واتباع النهج التطويري المستمر، فالتطوير المستمر هو سمة المؤسسات القوية والفاعلة، وزادها الأول الذي يتيح لها تقديم ما يشد المجتمع، ويتفاعل معه، وصولا بالجائزة إلى مواقع راقية جدا، يسعد كل من يحظى بشرف الحصول عليها، ويتنافس المتنافسون عليها أيما تنافس، وفق الله العاملين لكل خير وجزاهم الله عن المجتمع خير الجزاء.