? ? في كثير من الأحيان تكون بعض مباريات كرة القدم محطات تاريخية لا بد من التوقف عندها إما لاسترجاع الذكريات، أو أخذ العبر لما فيها من سير حافلة تصلح لكل الأزمان. وفي أحيان أخرى كثيرة تكون مباريات كرة القدم مجرد تمضية وقت ليس أكثر للتخلص من الملل الذي قد يصيب البعض منا في أوقات فراغه. ? ? مباراة العملاقة انجلترا مع جارتها ويلز المتواضعة تاريخياً، وليس فنياً، تعتبر من النوع الاول، ذات المحطات التاريخية، فهي مباراة ستكون للتاريخ لا سيما لويلز، بحكم كونها أنها الأولى التي تجمع الجاراتين في بطولة كبرى. ? ? ديربي بريطانيا انطلقت شرارة إثارته قبل الموعد الرسمي للمباراة بثلاثة أيام فمبجرد انتهاء ويلز من تحقيق فوزها التاريخي على حساب سلوفاكيا، بدأت الحرب الكلامية للموقعة البريطانية، حيث أطلق النفاثة الويلزي جاريث بيل العنان للسانه ليخرج علينا بتصريحات الغرض منها إشعال فتيل الغضب لدى المعسكر الإنجليزي، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث التقط طرف الحديث مدرب الأسود الثلاثة الانجليزي روي هودجسون واصفاً كلام بيل بأنه نابع من عدم احترام. ? ? حرب التصريحات لم تتوقف عند بيل وهودجسون بل إن مدرب ويلز هولمان أكد انه سيرسل منتخب انجلترا إلى الجحيم، بينما بقية نجوم الفريقين ارون رامسي، والانجليزيين جاك ويليشير، والمهاجم واين روني فضلوا عدم تصعيد الموقف، بتصريحات التهدئة. ? ? من شأن التصريحات الرنانة زيادة حمى وطيس مباريات اليورو 2016، لتزيد معها الاثارة داخل الملعب بعدما أعلن الروس والإنجليز الحرب خارج الملعب. ما أعجبني هو تحلي واين روني بالحكمة ومطالبته الجمهور الانجليزي بالبعد عن المشاكل وعدم افتعال الأزمات في فرنسا، هكذا هو حال لاعبي الخبرة فدورهم يكون مهما خارج الملعب أكثر مما هو داخله، فكلمة من روني قد تغير موقف الجماهير أكثر من مناشدات أهل السياسة. ? ? مواجهة انجلترا وويلز، على غرار مواجهة المانيا وبولندا تعتبر من المواجهات السياسية في اليورو، للحساسية الشديدة بين شعوب البلدين، لكن ما نتمناه الا تطغى الاحداث السياسية على شغف الجمهور بكرة القدم، لكن الظاهر أن السياسة ضربت بجذورها وباتت تتحكم في كرة القدم التي تعتبر وسيلة لتقارب الشعوب وليس لتفريقها، لكن ما يحدث في اليورو هو العكس تماماً. ? ? بعض المباريات أيضاً قد تحدث أزمة سياسية بين الدول، وهو ما حدث بالفعل بين مصر والجزائر إبان تصفيات كأس العالم 2010، والامثلة على ذلك كثيرة، لكننا لا نريد أن نسير في ذلك المنحى فكرة القدم لعبة جمالية خلقت للمتعة والإثارة فقط، لكن تدخلات الساسة قد تفسد مذاق وطعم اللعبة الشعبية الأولى في العالم وحلم الفقراء، وآخر تلك التدخلات تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بسبب ايقاف مشجعين روس في فرنسا.