أكدت الدراسات أن نسبة 70 بالمائة من الطاقة الكهربائية المستهلكة في المباني تذهب للتبريد، أي أن معظم هذه الطاقة تذهب للتخلص من الحرارة المكتسبة في المنزل من الجدران والأسقف عن طريق أجهزة التكييف. وطالبت الحملة الوطنية التوعوية (تقدر)، التي ينظمها المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باتخاذ العديد من التدابير لتوفير استهلاك أجهزة التكييف من الطاقة الكهربائية. ومن ذلك الاهتمام بالعزل الحراري في المبنى كونه يسهم في تخفيض الطاقة الكهربائية المستهلكة في أجهزة التكييف بمعدلات كبيرة تتراوح بين 30 - 40 % إذا طبق على أساس علمي وتقني سليم. حيث يعمل العزل على الحد من تسرب الحرارة عبر الجدران، والأسقف والنوافذ التي تمثل حوالي 50% من الحمل الحراري للمبنى المراد إزاحته بأجهزة التكييف، مما يؤدي إلى تقليل فترات تشغيل الضاغط «الكمبروسر» بالمكيف. كما طالبت الحملة باختيار سعة وقدرة أجهزة التكييف بحسب حجم ودرجة حرارة الهواء بالحيز المطلوب تبريده، وبالتالي تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء جراء الاستخدام لها. وحثت الحملة على قراءة بطاقة كفاءة الطاقة قبل شراء أجهزة التكييف، وذلك كونها تحتوي على معلومات مفيدة للمستهلك مما يعينه على اتخاذ قرار شراء الجهاز المناسب. كما أوصت الحملة التوعوية (#تقدر)، التي ينفذها المركز السعودي لكفاءة الطاقة بضبط درجة حرارة أجهزة التكييف ( الثرموستات) عند ( 24 درجة مئوية)؛ بوصفها درجة الحرارة الموصى بها للتبريد المريح. وبينت الحملة أن ذلك من شأنه أن يسهم في تخفيض استهلاك أجهزة التكييف للطاقة الكهربائية بشكل كبير؛ مما ينعكس على فاتورة الاستهلاك النهائي التي يدفعها المستهلك. كما أوصى مختصو كفاءة الطاقة بأمور تساعد في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، ومنها: إغلاق النوافذ والأبواب، وسد الثقوب لمنع دخول الهواء الحار إلى داخل المنزل، أو تسرب الهواء البارد إلى خارجه، وذلك بوضع الحشوات حول إطارات الأبواب والنوافذ وفتحات التكييف، وإسدال الستائر (العازلة) للنوافذ لمنع دخول الحرارة الخارجية إلى الداخل، وتفادي تركيب المكيفات الجدارية في المناور أو الأماكن الضيقة لضمان تهوية جيدة للجهاز وعدم زيادة الاستهلاك للطاقة الكهربائية، إضافة إلى الاهتمام بتنظيف مرشحات أجهزة التكييف مرة واحدة كل أسبوعين، حيث من الصعب أن يمر الهواء خلال مرشحات غير نظيفة وبالتالي تستهلك المكيفات مزيداً من الطاقة وترفع من قيمة فاتورة الاستهلاك. وكشفت حملة (# تقدر) ان اكبر التحديات التقنية للارتقاء بمعامل، كفاءة الطاقة هو حجم المكيف، حيث يجب زيادة حوالي 30 % من حجم الجهاز عند زيادة وحدتين في معامل الكفاءة في المكيف، ما يجعل مكيفات الشباك اقل قدرةً على بلوغ مستويات عالية من الكفاءة بسبب عدم إمكانية زيادة حجم الجهاز. أما بالنسبة للمكيفات الاسبليت، فإن هذه المشكلة غير موجودة بسبب تصميم الجهاز، الذي يتيح تركيب قسم كبير من المكيف (المكثف) خارج المبنى. وأتت الحملة ضمن جهود مركز كفاءة الطاقة بالشراكة مع عدة جهات حكومية تعمل كمنظومة واحدة ضمن برنامج حكومي طموح يهدف للسيطرة على تزايد استهلاك الطاقة في المملكة وفق رؤية وإستراتيجية موحدة، حيث يأمل القائمون على البرنامج من خلال هذه الحملات التوعوية في مختلف مناطق المملكة أن تسهم في الحد من الاستهلاك المفرط للطاقة، ورفع كفاءة الاستهلاك.