يُتوقع أن تكون الأجواء حارة جدا اليوم في منطقة الخليج العربي، وفق خريطة الرصد الجوي للمواقع الأشد حرارة، بمركز أبحاث التميز المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث تشمل الموجة الساخنة مساحات واسعة من المنطقة الشرقية والكويت، وأجزاءً من جنوب وجنوب شرق منطقة الرياض. ويستمر تأثير الرياح الشمالية الغربية خلال ال 72 ساعة القادمة بإذن الله، تنشط أحيانا وتكون قوية في بعض الأماكن بسرعات بين 50 و60 كيلومترا في الساعة مما يؤدي إلى إثارة الغبار. ويتوقع أن تبلغ ذروتها اليوم وغدا، وتؤدي إلى تدنِِ كبير في مستوى الرؤية الأفقية خاصة على الطرق البرية، وارتفاع الأمواج في الخليج بسبب شدة الرياح في عرض البحر. فيما تستمر درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية اليوم في معدلات منخفضة نسبيا وكذلك في المنطقة الوسطى، حيث تتأثر الأجواء بالرياح الشمالية، مما يعمل على انكسار حدة أشعة الشمس، وبالتالي بعض من التراجع الى مستويات أربعينية. ويكون الطقس حارا وجافا ويشمل ذلك معظم مناطق السعودية ودول الخليج، كما تتسم الأجواء بالخصائص الصيفية، التي تميل للاستقرار عدا هبوب رياح البوارح بين حين وآخر، فتنشط شرقا خلال 3 أيام وتحرك الغبار. ومن المحتمل أن تتسارع درجات الحرارة في الارتفاع منتصف شهر رمضان، حيث توضح المؤشرات متغيرا في الطقس، وبداية مبكرة للرطوبة الكاتمة مطلع يوليو المقبل، الذي يتزامن مع أواخر شهر الصيام، ومؤثرا في الإحساس بشدة الحرارة، ويتزامن ذلك مع ما يعرف ب(الانقلاب الصيفي)، مؤشرا لبداية فصل الصيف (فلكيا) في 21 يونيو.في حين اختلفت التقديرات في تحديد موعد لبداية الصيف لعدة أسباب، حيث كان للدكتور عبدالله المسند، الأستاذ المشارك بقسم المناخ في جامعة القصيم، وجهة نظر في أن فصل الصيف، ينبغي أن يكون وفقاً لاعتبارات طقسية، تعتمد على عنصر الظروف الآنية، في المتغير الجوي ودرجة الحرارة، لأنه يستمر محليا 5 شهور وليس ثلاثة كما هو في التقسيم الفلكي. وأضاف: «المثال واقع أنه بين مايو وسبتمبر، بمعنى أن لكل مكان حسابا خاصا متوافقا مع طبيعة المؤثرات والعوامل الجوية التي تتباين بحسب الموقع الجغرافي، وبالتالي فإن إحساس الناس بالفصول الأربعة لا يتناغم مع الوجهة الفلكية، التي تأخذ بعين الاعتبار حركة الشمس الظاهرية، وتقسيم السنة إلى أربعة فصول. وأضاف «ولكل فصل ثلاثة شهور، وهو تقسيم نظري، لا يمثل الواقع، كذلك لا علاقة لقرب او بعد الشمس بالفصول، الذي يحدث بمشيئة الله، بسبب ميلان محور الأرض ودورانها حول الشمس». وكان توضيح الدكتور المسند في هذا الخصوص، مؤكدا عدم علاقة قرب الشمس بارتفاع حرارة الصيف، وإنما لتعامد أشعتها على نصف الكرة الشمالي، ومن ثم طول ساعات النهار، كما تدخل أجواء المملكة عامة، عدا الجنوب الغربي والغربية، في حالة استقرار عام، فتكون السماء صحوة والأجواء حارة جداً في النهار، وحارة إلى معتدلة في المساء. وفي نفس السياق، يتفق المختصين على أن التباين طبيعي بين المناطق، فيما يتم التعامل مع مؤشر حركة الشمس اصطلاحيا، وفي حسابات الأنواء بمؤشر النجوم مجال لمعرفة التقلبات الجوية المتكررة موسميا، كما هو فصل الصيف مرتبط البداية بطالع (الدبران) الذي يتبع الثريا. والأخذ به كبداية لفصل الصيف في 20 يونيو سنويا، يعد مسألة تقديرية لفترة اشتداد الحر، ومن تراث تلك العلاقة التي ربطت القدمام بالنجوم، حكايا كثيرة دلالة على بداية ونهاية الفصول، ومنها الأساطير العربية التي توضح ارتباطا بالفلك، من خلال خبرة ومتابعة هدفت إلى الرصد، في إطار قصصي يجسد الرؤية والملاحظة، مستندة إلى تفاصيل واقع معاش في ذلك الزمن. وحظي نجم الدبران بالمحورية، ورمزت إليه في كونه شخصا فقيراً وكانت الثريا فتاة جميلة أبهرت الدبران، فعزم على خطبتها، ورفضت وأصرّ الدبران على الزواج منها، ولم يكن يملك إلا غنماً فأخذه مهرا ل(الثريا)، والعشرين غنمة هي التي أصبحت تسمى بالقلاص أو القلائص، وعرفت اسماً لعنقود نجمي يظهر قريباً من الدبران.